الصباح
بالترتيب الثالث فازت الشاعرة الليبية فاطمة الزهراء اعموم، في فعاليات الدورة الخامسة من مسابقة الأدباء الشباب، للعام 2024م، التي اختتمت مساء الجمعة الماضي .
و شهد اليوم الختامي لمهرجان يوم الأديب العراقي ومهرجان “جواهريون” الخامس، الإعلان عن الفائزين بالمسابقة التي شهدت تأهل ثلاثين شاعراً من العراق والوطن العربي المرحلة الأخيرة منها، وسط أجواء احتفالية كبيرة وحضور ثقافي ملفت شهدته قاعة الجواهري مسرح الفعاليات بتنظيم عال يليق بالأدباء الشباب واتحاد الجواهري العريق.
وتضمنت جلسة إعلان النتائج التي أدارها الشاعر حازم الشمري، كلمة لرئيس لجنة التحكيم الشاعر منذر عبد الحر، والتي قال فيها إن موسم هذا هذا العام حمل شعاراً هو هاجس إنساني نعيش تفاصيله والمه كل يوم وهو “فلسطين جرح ثائرة في الروح”، وقد شارك في مسابقة القصيدة أكثر من مئة وأربعين شاعراً من عموم مدن الوطن، ومن دول عربية عديدة ، وتم فحص وفرز المشاركات من قبل لجان أولية متخصصة ، رشحت ثلاثين شاعراً للتنافس على المسابقة.
وقال عبد الحر، إنه بعد أربع جلسات، هي من أغنى وأجمل وأنجح الجلسات، وجدت لجنة التحكيم في عدد غير قليل من النصوص تنافساً شديداً، حتى أن الدرجات تقاربت لتلجأ اللجنة إلى المفاضلة بالكسور العشرية التي نتجت عن جمع الدرجات للمحكمين الأربعة للحصول على معدل حاز عليه كل شاعر مشارك.
ليكرم بعد ذلك الشاعر والإعلامي مجاهد أبو الهيل لجنة تحكيم المسابقة التي تألف من الشعراء مضر الآلوسي وناهضة ستار ومنذر عبد الحر، فضلاً عن التكريم الخاص لعضو اللجنة الشاعر الإماراتي محمد البريكي.
ثم توج الشاعر القدير يحيى السماوي مجموعة الشعراء السبعة الفائزين بالجوائز التقديرية وتمثال السياب والمكافأة المالية في مسابقة الأدباء الشباب. ( القصيدة) هم كل من، العماني قصي النبهاني والسوري محمد زياد شودب وحسين علي رهيف وأحمد گلتكين، كما توج الكاتب عبد المنعم الأعسم، الشعراء كل من، المصري أحمد جمال مدني الذي شارك عبر تقنية الفيديو، والشاعرة اللبنانية علا خضارو والأردني حسام شديفات.
وقد قلد رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الناقد علي الفواز والأمين العام للاتحاد الشاعر عمر السراي الفائزين الثلاثة بالمراكز الأولى للمسابقة، والتي أسفرت عن فوز كل من، الشاعر محمد باقر جميل بالمركز الأول والشاعر محمد ناظم بالمركز الثاني، والشاعرة الليبية فاطمة مفتاح بالمركز الثالث.
نص القصيدة الفائزة
عندما تغتالنا الريح
حَربٌ مؤجلةٌ تُحَاك بأُنْمُلة
لتَجُرَّ أحلامَا بكتها المِقْصَلَةْ
حربٌ تُعَلِّمنا النجاة فَنَمتَطِي
ظَهْرَ الحَياةَ إلى الدُّرُوبِ المُهْمَلَةْ
حَرْبٌ بِها الدُّنْيا تَلُوكُ عِظَامَنَا
لِنَجِيءَ وَحْيًا لِلْوجُودِ وَبسْمَلَةْ
أمَمٌ مِنَ الأيْتَامِ صِرْنَا كِسْرَةً
للفقْدِ تَلْثُمُنا شِفَاهٌ أَرملَة
تَغتَالنا الرِّيحُ التِي مَدَّتْ يَدَيْهَا
للجِياعِ غَمَامةً أو سُنْبلَةْ
تنشَقُّ مِنْ جِلْبَابِ سَيِّدِها
لتُهْدِي النائِمينَ قَرنْفُلا مَا أجْمَلَه
وتَشِيخُ والنَّايُ العَجُوزُ أنِينُهُ
وَجَعٌ بِطَعْمِ المِلْحِ جَاءَ فَكَحَّلَهْ
شَمْسًا تَثُورُ علَى الضِّلالِ صَبَاحُها
طُوفَانُ مَنْ عَبَروا سَمَاءً مُقْفَلَةْ
قَالُوا لَنَا وَطَنٌ يُمَشِّطُ شعرَنا
زَيْتُونُهُ خدَشَ الظَّلامَ وأشْعلَهْ
فِيهِ زَغَاريدُ النِّساءِ قَصِيدةٌ
وَبُكَاؤُهُنَّ سقى التَّجلُّدَ أَثْقَله
وَحيٌ سَمَاوِيٌّ عُيُونُ نِسَائِهِ
سَبِّح لِمَنْ خَلَقَ الجَمَالَ وَشَكَّلَه
فِيهِ انعكاسُ اللهِ فَوْقَ قبابه
شكلا وجدران البكا مُتَجَلِّلَه
العَابِرُونَ إلى الضِّفَافِ تَخُونُهُمْ
أحلامُهُمْ إذ أنهَكَتْها الأخْيِلَه
يتَقاسَمُونَ اللَّيلَ رَغْمَ ظَلَامِهِ
وَيدَنْدِنُونَ على البَياتِ بِقُنْبلَةْ
و يشاكسون الموت كانوا كلما
طال الكلام تعثروا بالأسئلة
الكُّل أَمواتٌ
على قَيدِ الرَّجاء
وَ مَنْ أرَادَ خُلودَ لَحْظَتِهِ
فلَه
سَنَغيب مَا كُلُّ الغِياب مجازُهُ
مَوْتٌ وَ بَعضُ الصَّمْت يَسْبِقُ زَلْزَلَةْ
حُزنُ المَدِينَةِ حِينَ يَخلَعُ ثَوبَهُ
سَيكُونُ يَوْما فِي الْتِفَاتَةِ حَنْظَلَةْ