ريم الفلاني
الفردوس والمشتهى
لم يقوى قلب ”مشتهى“ الرضيعة التي لم يتجاوز عمرها الخمسة اشهر على تحمل رحلة هروب والدتها من الحرب في السودان والعبور الى ليبيا ” جهنم الآقل خطورة ”
توفيت ” مشتهى ” في الصحراء على الحدود التشادية الليبية بسبب قلة الحليب وضربة الشمس والحرارة في يوليو الماضي.
تقول فردوس ذات التسعة عشرة عاما ام الرضيعة ”مشتهى ” المتوفاة ان طفلتها عانت كثيرا قبل ان تنتقل الي الضفة الأخرى ” الموت ” وان معاناتهم لم تقف عند هذا الحد فقد سلبوهم في الحدود التشادية أموالهم وكل ما جلبوه معهم من السودان، باللهجة المصرية ” موت وخربان بيوت ”
الاتاوة ضمن التكاليف
لقد كانوا 45 شخصا بينهم ثمانية أطفال في سيارة ” لاند كروزر ” تكدسوا فيها فوق بعضهم ليصلوا الى بر الأمان ” هكذا يفترضون ” لكن خيالهم او ثقتهم يبدو الزائدة بجودة السيارة لم يكن في مكانه : تعطلت السيارة في الطريق ,واستعانوا بالليبيين ” التبو ” ليكملوا الرحلة الى مدينة القطرون.
تلك الرحلة الشاقة تكلف تقريبا 200 دينار سوداني مايقارب 500 دينار ليبي لكل شخص وتؤكد فردوس انهم كانوا يجبرون على الدفع في بعض البوابات التي مروا فيها سواء في تشاد او ليبيا وانهم كانوا يدفعون لكل بوابة بعملة بلادهم حسب زعمهم.
تكمل فردوس قائلة انها وصلت مدينة القطرون الليبية وهي مريضة ودخلت المستشفى للعلاج لتكمل بعد خروجها من المستشفى رحلتها الى مدينة سبها لتصل اليها منذ أسبوعين, استقبلتهم الجالية السودانية هناك ووفروا لهم مأوى حتى يجدوا عملا وسكن ملائم.
ليبيا وجهة مفضلة
وانضمت آمنة (35 عاما ) للحوار وقالت ان اللاجئين السودانيين يفضلون ليبيا كجهة لجوء لانها قريبة من السودان وهي تستقبلهم وترحب بهم على عكس دول أخرى مثل مصر على حد قولها.
وقد دخلت آمنة مع زوجها واطفالها الخمسة الى ليبيا عبر الحدود التشادية وتؤكد انه لم يصادفهم أي وجود لاي منظمة دولية تعنى باللاجئين عكس اللاجئين الذين يدخلون عبر مدينة الكفرة يحصلون على مساعدات من بعض المنظمات الدولية .
سبها حتى اشعار آخر
توضح“ آمنة ” انهم بعد ان وصلوا الى سبها منذ شهرين خلال يونيو الماضي قرروا اكمال الرحلة لمدينة طرابلس لكن لم يجدوا سيارة تحمل سبعة اشخاص وطلبوا منهم ان ينقسموا على سيارتين ولم تقبل “ آمنة ” وزوجها بهذه المخاطرة حسب وصفها فقد تستطيع احدى السيارتين الوصول وقد تفشل الأخرى فتنفصل عن أبنائها وزوجها ولذلك هي لازلت تقيم في سبها حتى اشعار اخر فهذا حال اللاجئين يقيمون حيث يجدون مأوى وعمل .
المنظمات الدولية لا دور لها
يقول رئيس الجالية السودانية في سبها“ محجوب الفاضلابي ” : أن عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا 900 الف سوداني منهم 500 اسرة و 300 شاب يعيشون في سبها معظمهم وصل عبر دارفور ثم تشاد او النيجر ثم ليبيا .
ويواجه اللاجئون صعوبات الحصول على سكن وعمل كما لا يوجد أي استخراج لوثائق تثبت هويتهم وتميزهم كلاجئين ليسهل التعامل معهم .
كما لا يوجد دور منظم للمنظمات الدولية وتعتبر مساعداتهم للاجئين حتى الان محدودة وغير فعالة حيث لم تصلنا أي مساعدات منهم .
ويختم الفاضلابي قائلا ان اللاجئين السودانيين اختاروا ليبيا كبلد لجوء لان الشعب الليبي يرحب بهم ويعتبرهم اشقاء له كما ان معظم اللاجئين لديهم أقارب سبقوهم في الاستقرار في ليبيا.