منصة الصباح

السودان: بين ويلات الحرب وكارثة الفيضانات

في ظل تواصل الحرب في السودان وتفاقم الوضع الإنساني، تعرضت مناطق واسعة من البلاد مؤخرًا لفيضانات مدمرة، مما زاد من معاناة السكان الذين يعانون بالفعل من آثار الصراع المستمر.

تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على عدة مناطق في انهيار العديد من المنازل وقطع الطرق وتدمير المحاصيل الزراعية، مما أدى إلى تشريد آلاف الأسر وزيادة حالات الجوع والفقر.

في العاصمة الخرطوم وأجزاء من ولاية الجزيرة، تجاوزت مياه النيل مستويات الخطر، حيث غمرت المياه العديد من الأحياء السكنية وألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية المتهالكة بالفعل نتيجة سنوات من الإهمال والاضطراب. وقد تأثرت بشدة المناطق المحاذية لنهر النيل، حيث باتت بعض القرى معزولة تمامًا، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تواجه صعوبة في الوصول إلى المتضررين.

حتى الآن، تشير التقارير إلى أن الحرب المستمرة في السودان أسفرت عن مقتل أكثر من 7,000 شخص وإصابة عشرات الآلاف منذ اندلاعها، فيما نزح أكثر من 2.5 مليون شخص داخل البلاد، ولجأ ما يقارب المليون إلى دول الجوار. أما الفيضانات الأخيرة، فقد أودت بحياة أكثر من 150 شخصًا وأصابت المئات، فيما لا يزال العديد في عداد المفقودين.

وتشير التقديرات إلى أن الفيضانات تسببت في تشريد ما يزيد عن 100,000 شخص وتدمير آلاف المنازل، مما زاد من الأعباء على البلاد التي تعاني من نزاع مسلح.

مع تفاقم الوضع الأمني والإنساني في السودان، لجأ آلاف السودانيين إلى دول الجوار بحثًا عن الأمان والاستقرار.

من بين هؤلاء، اختار العديد من النازحين التوجه نحو ليبيا، التي رغم ظروفها الصعبة، تُعد وجهة محتملة بفضل قربها الجغرافي وفرص العمل المتاحة فيها. ولكن معاناتهم لم تنتهِ عند الحدود، حيث يواجه اللاجئون السودانيون في ليبيا تحديات جديدة تتعلق بالظروف المعيشية القاسية والاضطرابات الأمنية في البلاد، مما يزيد من تعقيد حياتهم ويضاعف من معاناتهم.

وقد أفادت المنظمات الإنسانية بأن هؤلاء النازحين يعيش الكثير منهم في ظروف غير إنسانية، حيث يفتقرون إلى المأوى المناسب والرعاية الصحية، ويعانون من نقص حاد في المواد الأساسية.
هذا الوضع دفع الكثيرين منهم إلى التفكير في خيارات أخرى، مثل الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، على الرغم من المخاطر الكبيرة التي قد يواجهونها في رحلتهم عبر البحر المتوسط.

 

شاهد أيضاً

المركزي ينفي توقف مصارف أجنبية عن التعامل معه

فنّد مصرف ليبيا المركزي، ما تردد عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي، حول توقف مصارف أجنبية …