منصة الصباح

أنقذوا المراهقين والأطفال من السجائر الإلكترونية المنكهة

أحلام محمد الكميشي

 

يوم الخميس المقبل ستحتفل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، حيث سيتم تسليط الضوء على مخاطر التدخين صحيًا وبيئيًا، وستهتم الدول الداعمة للبحث العلمي بصياغة نتائج عمل مؤسساتها الحكومية والأهلية والعلمية في تقارير تتضمن إحصائيات وأرقام حول عدد المدخنين من الجنسين وأعمارهم والأمراض التي يعانون منها وعدد الوفيات بين المدخنين بأمراض الجهاز النفسي على اختلافها مع جملة من التوصيات الداعية لوضع خطط وسياسات فعالة للحد من استهلاك التبغ والسجائر وفي مقدمتها ضرورة حماية المراهقين والأطفال من استهداف الشركات المصنعة للتبغ ومشتقاته بأي طريقة كانت للترويج والتسويق، وسيكون عنوان تقرير المنظمة لهذا العام (ربط الجيل القادم).

وتشير إحصائيات المنظمة إلى أن تعاطي التبغ يعد أهم سبب منفرد للوفيات التي يمكن تفاديها على الصعيد العالمي، وأنه يؤدي حالياً إلى إزهاق روح واحد من كل عشرة بالغين في شتى أنحاء العالم، ما يذكرنا بالعقوبة الرومانية (ديكيماتيو)، كما تشير إلى أن الأطفال يتعاطون السجائر الإلكترونية بمعدلات تفوق مثيلاتها بين البالغين في جميع الأقاليم، حيث يُقدّر عدد صغار السن من الفئة العمرية 13-15 عاماً الذين يتعاطون التبغ ما يصل إلى 37 مليون طفل حول العالم.

بالنسبة لبلادنا لا أعرف هل سيتم نشر تقارير وإحصائيات تبين أي معلومة أو جهود مبذولة لمكافحة التدخين وتعاطي التبغ أم أن المناسبة ستمر بهدوء أو بإقامة احتفالية وكفى؟ فأغلب الإحصائيات المنشورة قد مرت عليها سنوات حيث نشرت جمعية ليبيا لمكافحة التدخين سنة 2008م نتائج دراسة بينت أن 93% من الليبيين المصابين بسرطان الرئة هم من المدخنين، وأن أكثر من 50 ألف تلميذ وطالب في الصفوف السابع والثامن والتاسع في ليبيا والذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و15 سنة هم مدخنون وهو ما يمثل 12% من الطلبة الليبيين.

وفي سبتمبر 2022م أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه حسب آخر مسح وطني جرى في العام 2011 م فإن نسبة التدخين لدى البالغين في ليبيا وصلت إلى 47%.

اليوم تنتشر محلات بيع السجائر ومستلزمات الأرجيلة على نطاق واسع في بلادنا، ويمكن بسهولة الحصول على منتجات متعددة الأشكال والأنواع والنكهات للسجائر الإلكترونية بأسعار مغرية وتصميمات وألوان جذابة ونكهات لذيذة مثل الحلوى والفواكه والشوكولا ويمكن للمراهقين إخفاؤها عن عيون الأهالي الذين لن يتمكنوا حتى من ضبطهم بخاصية الشم فالرائحة ستبدو وكأنها رائحة علكة الفواكه، ولهذا ربما استنتجت دراسات أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية أن أكثر من 70٪ من متعاطي السجائر الإلكترونية من الشباب سيتوقفون عن التدخين إذا أصبحت المنتجات متوفرة بنكهة التبغ وحدها، لكن الأرقام غير متاحة لقراءة الحالة الليبية الحالية، ورغم وجود القوانين إلا أن المشكلة في التنفيذ والرقابة، إذ كيف تدخل كل هذه المنتجات للبلاد؟ ومن الذي يجلبها؟ حتى أن اسم ليبيا يتكرر أكثر من مرة في تحقيقات تهريب السجائر والتبغ ومشتقاته عبر العصابات الدولية، وستحتفل بلادنا في 31 مايو ونحن بانتظار ما ستقرره السلطات لحماية الأجيال القادمة من هذا الخطر.

شاهد أيضاً

ثلاثة في أسبوع واحد

أحلام محمد الكميشي   كنت أنوي الكتابة عن مصرفنا المركزي المترنح وحقولنا النفطية المغلقة وسياستنا …