حـديـث الـثلاثـاء
مفتاح قناو
ما مرت به مدينة طرابلس يوم السبت الماضي هو فصل جديد من فصول التناحر المجنون بين أبناء الوطن الواحد، بل أبناء المدينة الواحدة، والغاية من هذا التقاتل الشرس هو المال والسلطة مهما ادعى الطرفان من مبررات أخرى لهذه الفعل الشنيع.
التناحر حول السلطة والمال هو ديدن سياسيي الصدفة الذين وجدوا أنفسهم على هرم السلطة في ليبيا خلال العشر سنوات الأخيرة، لا احد تهمه أرواح المدنيين العزل الذين غادروا الدنيا وتركوا خلفهم أطفالا صغار وزوجات وأمهات دون راع.
تعريض مدينة طرابلس للخطر هو نتيجة طبيعية لوجود المنشات الحكومية الهامة فيها، مثل رئاسة الحكومة، والبنك المركزي ومؤسسة النفط وغيرها من مؤسسات الدولة الحيوية التي هي الأساس الحقيقي للصراع مهما حاول البعض تغليفه بعبارات تتعلق بالدفاع عن الشرعية، وما شابهها من كلمات.
الراحة الحقيقية لأهالي مدينة طرابلس و الضمان بأن لا تتجدد حرب الشوارع في طرابلس تكمن في طريقتين للحل، الأول هو التخلص من التشكيلات المسلحة وحلها حلا حقيقيا وتوحيد القوة النارية الضاربة في مؤسسة عسكرية نظامية تسمى الجيش الليبي، تأتمر بأمر الحكومة ولا سلطان عليها لأي فرد، وهذا الحل بعيد المنال في الفترة القريبة القادمة، الحل الثاني أساسه هو أن تتخلص مدينة طرابلس من المؤسسات التي يتم الصراع حولها، وأن يتم نقلها إلى مدن أخرى، أو كما طالبنا في مقالات سابقة بإنشاء عاصمة إدارية جديدة في منتصف المسافة بين سرت و اجدابيا تكون حلا لكثير من المشاكل الجهوية بين المناطق والأقاليم الليبية، ومشاكل المركزية التي أساءت لها طرق التنفيذ المتخلفة للإدارة الليبية التي لا ترى ابعد من انفها.
احدث السبت الدامي في طرابلس ستتكرر، وستكون طرابلس هي الضحية الدائمة لإشكال عديدة من الحروب، فأن لم تحدث من داخلها، ستأتي من مدن أخرى، هذه دعوة صادقة لتجنيب طرابلس الحرب، فالمدينة مكتظة بالسكان، والخسائر في أي حرب ستكون كبيرة و مؤلمة.
حفظ الله بلادنا ومدينتنا طرابلس من أهوال الحروب.