شاركت الأديبة تسنيم طه في “معتزل الكتابة” في الباحة، بدعوة وتنظيمٍ من هيئة الأدب والنشر والترجمة، ويأتي معتزل الكتابة في الباحة ضمن مبادرة الهيئة في إقامة معتزلات الكتابة بشتى أنواعها.
تشير طه في منشور أدرجته حول مشاركتها قائلة:
”في شهر أبريل الماضي، عندما تقدمت للمشاركة في عدة معتزلات للكتابة في السعودية، كنتُ أتمنى أن يتم قبولي في معتزل” أبها” بمنطقة عسير، لما سمعته عن سحر الطبيعة في هذه المنطقة جنوب السعودية.
ولما تواصلت معي المنسقة للمشاركة في هذا المعتزل، انتابني فرح كبير، وبدأت أنسج الخيالات والتوقعات للاستفادة من هذه الفرصة لأكبر درجة.
وقد جاءت توقعاتي بأفضل مما تخيلت على جميع الأصعدة، وليس فقط فيما يخص طبيعة هذه المنطقة الجبلية الساحرة. “
ففيما يخص جوانب الكتابة الإبداعية، تضيف قائلة ” فقد كانت التجربة ثرية جدًا، سمحت لي بالتعرف على كُتاب من السعودية ومن الوطن العربي، لديهم تجارب كتابية متنوعة: فمنهم من يكتب الرواية والقصة ومنهم الشاعر الذي انتقل لكتابة الرواية، والروائي الذي انتقل لكتابة السيناريو، والناقد الذي بصدد التخطيط لكتابة رواية. وحتى نوع الأدب، فقد كان متنوعًا، فهناك من يكتب الرواية الواقعية الاجتماعية، وآخر الرواية التاريخية، وثالث رواية الفانتازيا وغيرها.”
وعن أهمية هذه التجربة تقول “كل هذه الحوارات الغنية بتبادل التجربة والآراء حول طقوس الكتابة وحول تطوير أدوات الكتابة الإبداعية، كان لها دور كبير في مساعدتي على وضع نقاط على كثير من الحروف، وملئ فراغات كثيرة فيما يخص روايتي الرابعة التي أنا بصدد كتابتها، والتي تقدمتُ فيها كثيرًا أثناء هذا المعتزل.
ومثل هذه اللقاءات التي تنظمها وزارة الثقافة، تدل على اهتمام الحكومة السعودية بشؤون التواصل الحضاري ومد جسور الثقافة بين البلدان، كما تدل على التوجه الجاد من قِبل المؤسسات الثقافية في المملكة على جعل السعودية وجهة للثقافة، وعلى المضي قدمًا في طريق النهضة الشاملة في مختلف المجالات الأخرى، سواءً الاقتصادية أو السياسة أو الاجتماعية أو السياحية.
من الأمور الأخرى التي ساعدتي على الانطلاق في كتابة مسودة روايتي، توفر العزلة والوقت الكافي الذي أعطي لنا لكي نتفرغ للكتابة، خارج أوقات النقاشات. فقد كان الفندق مريحًا وبه كل ما نحتاجه، إضافة لحضور الأستاذة شروق، منسقة المعتزل، معنا طوال الوقت، مكانيًا وعبر الرسائل، في حالة الحاجة لأي شيء إضافي.
وكم كنتُ أتمنى لو كانت هناك جلسات حوارية في الهواء الطلق للاستمتاع بالأجواء البديعة وسط الطبيعة لمنطقة عسير الساحرة.
أما من الناحية السياحية، فقد أبهرتني الطبيعة الخلابة للمنطقة، وأبهرني أكثر التاريخ والتراث لهذه البقعة التي لم أكن أعرفها، خاصة بعد زيارتنا لقرية “رجال ألمع” الأثرية، ولـ”كوخ العسل”، ولمتحف “القط العسيري”، دون أن أنسى طعم وجبة “الحنيذ” اللذيذة المشهورة في منطقة عسير.
وتختم إدراجها بقولها:
”ورغم أنني كنتُ أتمنى لو كانت المدة أطول لكي أنهل من الهامات تلك المنطقة الساحرة، والاستفادة أكثر من النقاشات، إلا أنني ممتنة جدًا لهذه التجربة، وأشكر وزارة الثقافة السعودية على اتاحتها لي هذه الفرصة، عسى أن نلتقي قريبًا جدًا في فرص أخرى وفي معتزلات أخرى “