منصة الصباح

الروائي وأبطاله في جادة الصدف…!

حنان علي كابو

في العلاقة الشائعة والتي لاتزال مثار جدل بين الروائي وشخصياته المحملة بالقلق والدهشة المتقلبة في أمزجتها ما بين المثالية إلى الواقعية، تستدعيهم تارة مخيلة وفي الأخرى تصطدم بهم في أزمة التعايش.

ماذا تفعل أيها الروائي لو اعترض طريقك احدى شخوصك ؟!.

“كل شخوص الكاتب هي شخصية واحدة “

الروائي والقاص سالم العبار

يجد الروائي والقاص سالم العبار أنه من العسير جدًا الفصل بين الكاتب وشخوص عمله السردي، وفي صدد هذا يقول “خصوصًا في ظل حضور الذات على نحو ناجز في بنية العمل السردي بعد أن أصبح اهتمام الكاتب ينصب على أن يكتب ذاته لا أن يكتب عنها بعد أن تجاوز الأدب الحديث الزامية أن يكون الأديب موظفا لخدمة أيديولوجيا أو الانصياع الإلزام يسمونه التزامًا بقضايا الإنسان وكأن الكاتب ليس إنسانًا يصنع هذا الواقع”.

ويضيف “لقد عرف الأدب الإنساني كتابا كانوا يتابعون حياة شخوص حقيقية ليكتبوا عنها فهم قد قابلوها قبل أن يكتبوا عنها ولا أقول يكتبونها لأنها شخصيات نمت خارج النص وحين تحرر الكاتب من هذه القيود أصبح ذاتا في صرح كبير اسمه ( النحن ) وأصبحت الكتابة سلوكًا يطمح لصنع واقع مأمول بعد أن كانت حديثًا عن واقع، ومن هنا فكل ما يفعله الكاتب هو أن يكتب ذاته ويترجم سلوكه، وبالتالي فهو شخصية نصوصه الواقعية والمأمولة قد حررها من معتقلها في العقل الباطن فالكاتب إنسان هو نتاج ثقافته وقراءاته وقناعاته، ومن هنا كان القول بموت المؤلف والشخصيات التي يتناولها في عمله الأدبي هي إعادة انتاج لذاته وليست منفصلة عنه، وهنا يمكن القول أن الكاتب يعيد اكتشاف نفسه ليكتشف الأخر ومن ثم كل شخوص الكاتب هي شخصية واحدة نابعة من شخصية واحدة أريد بها أن تكون وسيلة لإيصال فكرة.

الشخصية هي حمى الرواية وهذيانها …!

الروائية عائشة الأصفر

تؤكد الروائية عائشة الأصفر إن الشخصية هي حُمّى الرواية وهذيانها ولولاها لما كانت الرواية، حيث تقول ” هذا رأيي على الأقل.. الشخصية المضمخة بالقلق والمعاناة هي الشخصية الحيّة وشخصية لا تعاني هي شخصية ميتة. تناول الشخصية هو شغف الكتابة الأول عند الروائي والتي تستحوذ على العمل السردي، ما يهمني هو هذا الإنسان المأزوم بكل تفاصيله البائنة والغائرة عن الأنظار، وليس بالضرورة أن تكون المعاناة فقط من الفقر أو الحرب أو التشرد أو الحرمان.. ربما هو تأزم ذاتي كالتشظي، والانفصام، والسادية، والشعور بالعظمة، وغيرها. الذات الإنسانية قلقة بطبيعتها وتجاورها مع العذاب أبدي.. ليس (الحرمان من الأشياء) وحده المسؤول عن عذابات الناس، بل أحيانا تكون تخمة التملك وفرط الحرية وحتى اتساع الفراش وملل الترف والبحث عن الراحة في الخلاء والهروب من الواقع بلا سبب، جميعها مظاهر قلق وبلبلة، الإنسان مخلوق ناقص، وجد نفسه في عالم غامض ملغم بالقبح بشريا ومفخخ طبيعيا.. فملأ هذا الناقص نقصه بتناقضاته وغرائبيته وهواجسه وأسئلته، وعلى الكاتب الشغوف بالسرد أن يستمتع بالتقاط تفاصيل هذا المخلوق العجيب ويصنع معه في حكاية موازية تكشف دهاليزه ومنعرجاتها المخفية في تحد لبشاعة الواقع والانتصار إلى قيم الخير والجمال .. وهو بذلك أعني الكاتب وهو يفعل ذلك يخلق انفراجًا أيضًا لمعاناته واضطرابه بخلقه لأسئلة ترهقه ولم يجد لها إجابة.. وهذه الشخصيات الروائية هي فعلًا موجودة في الواقع، الجلاد والضحية الغني والفقير وكل ما سمعنا ورأينا.. الهمّ الإنساني يتشابه في معظم المجتمعات وإن اختلفتْ نسبة بواعثه ولو بنسب متفاوتة وإن اختلف في بعض الإرهاصات، وكل ما يتخيله الإنسان له وجود في الواقع حتى تلك الشخصية العجائيبية التي يخلقها الخيال، فهي مركبة من صور شاهدناها من قبل.

وتضيف “بعد كتابة الرواية لا أتخلص من شخوصي سريعا، لكنها تتباعد رويدا، وتباغتني بعد أن خِلتها رحلتْ. لا زلتُ أبكي مريم في رواية “النص الناقص” وهي تُغصب على حبة المخدر مُتهٓمة بالجنون! وما زالت غُصّة استاذة التاريخ السمراء التي دخلتْ في انقسام نفسي حاد، واضطرت للتنكّر كخادمة أثيوبية باسم “إيشي” هربا من مطاردة المرتزقة المسلحة الذين أحرقوا بيتهم وأبادوا أهلها وهجروا جيرانها في “مرزق” تنهبني من غفوتي .. أما “إحبيّب” فيقابلني كل يوم في كل شارع وكل مؤسسة، وفي كل أسرة، أكتوي معه بعذاباته وهو يبحث عن اسمه.. عن أصله، يشكّ في أنه بيضة فقستْ في ظهيرة قائظة ولفظه الوادي مشوّها كما سمع من جده المتزهمر!

الرواية شخصية.. والخلود في كل الروايات المهمة كان بتأثير وتميز شخوصها.. الشخصية هي ما يعنيني كساردة وإن كان للنقاد رأيهم في اقتسام أهميتها مع عناصر أخرى.

تفاحة الحكمة والقيادة والنضال …!

الروائية عائشة بازامة

ترجو الروائية عائشة بازامة أن تعترض طريقها شخصية ( تفاحة ) في روايتها التي ستصدر قريبًا جدًا.

تقول عن هذه الشخصية “هذه السيدة في الجزء الثالث من الرواية والتي سمي علها الشارع … تمنيت أن تكون حاضرة الآن فالحكمة والقيادة والتحدي في نضالها ضد السائد من العادات السلبية في المجتمع الليبي أثناء الجهاد ضد الطليان ودعمها للمجاهدين من وراء الستار دون الظهور على الملأ.

الروائي يعمل في مساحة التطرف …!

الروائية كوثر الجهمي

تشعر الروائية كوثر الجهمي بصعوبة تخيل الفكرة اعتراض أحد شخوصها على أرض الواقع حيث تقول ”
بقدر ما بدا لي هذا الاقتراح فكرة ممتعة، بقدر ما استشعرت صعوبته، ماذا على أن أفعل إذا ما قُدّر لي بالفعل مقابلة أبطال رواياتي على أرض الواقع؟

وتضيف “الروائي يعمل في مساحة التطرف، نحن نضع أبطال رواياتنا في أسوأ السيناريوهات التي تهدينا إليها مخيلتنا، نحن نتحدث نيابة عنهم، نمنحهم أصواتنا، ولكننا مقابل ذلك نعذبهم، فكيف بربك سأقابلهم؟
لو قفز أبطال رواياتي وقصصي من الورق إلى أرض الواقع، أتوقع أنهم سيحاكمونني. سأخبرهم أنه لولاي، لظلوا في غياهب المسكوت عنه، سيقولون وماذا في ذلك؟ سأفكر قليلا، وأجيب بتردد: لقد رفعتُ من حالة الوعي حيالكم لدى أحدهم على الأقل، كسبتم تعاطفًا ومشاركة ما، لقد حرّكت المياه الراكدة.

سيضحكون ويسألونني بسخرية: أحقًّا فعلتِ ذلك؟
وسأطأطئ رأسي، وأسأل نفسي: متى كنتِ بهذا التفاؤل يا كوثر!؟
سيتقاذفونني بينهم كالكرة، سيصفعونني، وسيدينونني بالأنانية:

-أنتِ تكتبين لأنك لا تستطيعين العيش دون كتابة.
=بلى، ولكن الكتابة لا تكون لأجل الكتابة فحسب، بل لأجل كل ما يصيبني بالغضب والحزن والغثيان والحنق، الكتابة لأني لا أملك وسيلة أخرى أتخلص بها من النقاش في البديهيات، النقاش متعب!
-أيا كانت أسبابك، فالكتابة فعل أناني، أنت متهمة بفعله مع سبق الإصرار والترصد.

وسأستسلم لحكمهم، دون شعور بالذنب، دون شعور بالندم، وسأخبرهم، أني غير آسفة، وأني سأعيد جريمتي، متى ما شعرت بالاختناق.

أعجب بأبطالي كثيرا وأحيانا اعشقهم …!

الروائي محمد التليسي

يكمن الروائي محمد التليسي لأبطاله كل مشاعر الإعجاب وردا على تساؤلي يجيب التليسي “سيكون ذلك اليوم من أجمل أيام حياتي وسأكون محظوظا كفاية، ذلك لأنني أعجب بأبطالي كثيرا وأحيانا اعشقهم.

وفي نفس السياق يضيف “ذا التقيت “بهيام “سأقابلها بالطريقة التي قابلها بها “عمر “سأحاول أن أتحدث مثل “عمر” واختار كلماتي بعناية. سأحاول التصرف مثله تماما، ربما أفوز بقلبها فهي جميلة ورائعة ووصلت إلى مرحلة الكمال. أجل سأكون محظوظ إذا ما جلست يوما ما مقابلاً لجمالها، سأدعوها على فنجان قهوة على أحد الكافيهات المطلة على البحر في مدينة طرابلس.

سأقول لها لماذا تركتي “عمر” ذات يوم وغادرت دون ان تودعيه، لماذا لم تبحثي عنه ولو مرة واحدة لتعرفي اخباره، ساخبرها بأن عمر البطل الذي أحبها واحبته في رواية أراك في كل مكان، مازال يفكر بها ويتمنى أن يلتقيا من جديد.

سأطلب منها أن تبحث عنه وتلتقي به من جديد ليمنحاني فرصة كتابة رواية آخرى”

شاهد أيضاً

مدير أمن طرابلس يجتمع برؤساء مراكز الشرطة

  عقد مدير أمن طرابلس اللواء خليل وهيبة اجتماعا اليوم ، برؤساء مراكز الشرطة بطرابلس، …