صدر حديثًا عن المطبعة المحروسة بالقاهرة العمل الروائي الجديد «الرحيل إلى الجنة»، وهو الرواية الثالثة للكاتب الليبي محمد النعّاس
تتناول «الرحيل إلى الجنة» سيرة الطفل جاب الله، في إطار سردي إنساني يستعيد واحدة من أكثر الصفحات إيلامًا في التاريخ الليبي الحديث، حيث توثق الرواية سياسات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي مارسها الاستعمار الإيطالي الفاشي بحق أهالي برقة، من خلال معسكرات الاعتقال التي أقيمت أواخر عشرينيات وبدايات ثلاثينيات القرن الماضي، وأودت بحياة ما يقارب مئة ألف ليبي، في وقت لم يكن عدد سكان ليبيا يتجاوز المليون نسمة.
ويقدم النعّاس روايته بوصفها مواجهة مباشرة مع سياسات النسيان والتغييب التاريخي، مستندًا إلى مرجعيات أدبية وتاريخية، من بينها قصيدة الشاعر الليبي الراحل رجب بوحويش، وكتاب «الإبادة الجماعية في ليبيا» للمؤرخ الليبي الدكتور علي عبداللطيف حميده، الذي شكّل أرضية أكاديمية أساسية للعمل الروائي.
وأوضح الكاتب أن كتابة الرواية مرت بمراحل شاقة، قبل أن تستعيد زخمها بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، وما تبعها من مآسٍ إنسانية في غزة، حيث رأى النعّاس تقاطعًا تاريخيًا بين سياسات الاستعمار الفاشي القديم وممارسات الاحتلال المعاصر، ما منحه دافعًا جديدًا لإتمام العمل بوصفه فعلًا إبداعيًا في مواجهة النسيان.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية