منصة الصباح
هاشم شليق

الذاكرة وإزاحة الغبار

هاشم شليق

في دراسة لمركز بيو للأبحاث تُظهر أن حوالي 86% من البالغين يحصلون على الأخبار من أجهزة رقمية في حين أن 26% فقط يحصلون عليها من النسخ المطبوعة من الصحف..ذلك مدخل للسؤال هل الصحافة هي فقط من يظفر بغنيمة الخبر؟..أو مجرد كونها تتفاعل مع قضايا الزمن الراهن؟..وما الذي يربط بين الصحافة وكتابة التاريخ؟..لنعترف بتفوق العمل الصحافي بأسلوبه الشيّق الذي يضمن له حفاوة الاستقبال..ليكون بوابة عبور التاريخ من نافذة الصحافة..واليوم تزيل متطلبات الصحافة الإلكترونية التكلس عن قلم الكاتب فتصير لغته غير متخشبة..مما يجعل بضاعة الصحافي رائجة..وهذا أمر قلّ نظيره عند المؤرخين الذين يعتقدون أن في سلاسة الأسلوب خطرا على الدقة والموضوعية..وتظل الصحافة ليس فرعا من فروع المعرفة فحسب بل هي أيضا نمط فكري لفهم العالم وإفهام المتلقي..إذن الرهان على الصحافيين الذين ينعتون بمؤرخي اللحظة على الحاجة إلى تجديد الصنعة..فمع زحف الذكاء الإصطناعي يتم اختزال المعلومة في فضاء إلكتروني ومحتوى شريحة..في حين الصحافة المكتوبة تجاهد وربما بعد سنين يلف المهتم حولها في جناح معرض تاريخي..فمن هو من الأجيال الجديدة يقرأ كتابا عن التاريخ مثلآ قبل النوم..أو يتصفح جريدة في مقهى..لذا الأمر ملح لجمع مطبوعة إلكترونية تحتوي اقتناص الكاتب والصحافي للحظة..مرجع تاريخي أبعد من الأرشفة المكتبية لكل مقالة وتحقيق ومقابلة واستطلاع..وهنا لا بأس من اجترار النشر بغية شحذ الذاكرة..إنها فهرسة اصطناعية بين ذاكرة الصحافة بملمس الشاشة ورائحة الورقة..قبل أن يأتي زمن أقصى ما تناله أرفف الكتب والجرائد هو ازاحة الغبار..

شاهد أيضاً

جمعة بوكليب

زَفرةٌ وزّفرة

جمعة بوكليب زايد…ناقص في الجزءِ الأول من رواية” ثلاثيةُ غرناطة” للكاتبة المصرية الراحلة رضوى عاشور، …