مع اشتداد برودة الشتاء، يلوذ الجميع بشتى وسائل التدفئة، إلا أن هذا السلوك العفوي قد يحمل في طياته “خطراً صامتاً” يهدد مرضى السكري بشكل مباشر. فالقدم السكري، تلك الحالة الحساسة التي تتطلب عناية فائقة، قد تقع ضحية لـ “الحروق الحرارية” الناجمة عن التعرض المباشر للمدافئ الكهربائية، في إصابات قد تبدأ بسيطة لكنها تنتهي بمضاعفات جسيمة.
لماذا يغيب الشعور بالخطر؟ يكمن التحدي العلمي في “اعتلال الأعصاب الطرفية” الذي يصاحب مرض السكري؛ حيث يفقد المريض الإحساس بالحرارة أو الألم. فبينما تقترب القدم من الدفاية طلباً للدفء، قد يحترق الجلد فعلياً دون أن تصل إشارة “الألم” إلى الدماغ، مما يجعل الحرق يتغلغل في الأنسجة بعمق قبل اكتشافه.
و مثلث المخاطر يكمن في الأعصاب، الدم، والسكر ، ولا تتوقف المعاناة عند فقدان الإحساس فحسب، بل يمتد الخطر لضعف الدورة الدموية الذي يقلل من تدفق الأكسجين اللازم للشفاء، إضافة إلى أن ارتفاع نسبة السكر في الدم توفر بيئة خصبة لنمو البكتيريا. هذا المزيج الخطير يجعل الحروق البسيطة عرضة للتحول إلى تقرحات مزمنة أو عدوى تصل للعظام، وفي أسوأ الحالات، قد تؤدي إلى “الغرغرينا” التي تنتهي بالبتر لا قدر الله.
ولخارطة طريق للتدفئة الآمنة للاستمتاع بشتاء آمن، ينصح الأطباء بتبني استراتيجيات وقائية صارمة:
العزل بدلاً من الحرق اذ الاعتماد على الجوارب الصوفية الدافئة بدلاً من تقريب القدم من المدفأة.
اختبار الحرارة باليد حيث الساق والقدم قد لا يشعران بالحرارة، لذا يجب استخدام اليد دائماً لتقييم درجة الأمان.
الفحص البصري اليومي وذلك بمراقبة أي احمرار أو تورم فوراً، لأن العين قد تكتشف ما لا تشعر به القدم.
التحرك الفوري ففي حال حدوث حرق، يجب تنظيف المنطقة بماء فاتر وتغطيتها بضمادة معقمة واستشارة الطبيب “فوراً” دون انتظار.
إن حماية القدمين اليوم من حرارة المدفأة ليست مجرد نصيحة عابرة، بل هي خط دفاع أساسي يحميك من مخاطر الغد.
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية