عبد الرزاق الداهش
رفع أو استبدال الدعم عن المحروقات ضروري جدا، ولكنه صعب جدا.
أكثر من ستين بالمئة من هذا الدعم يذهب لمحطات توليد الكهرباء وليس محطات الوقود.
يعني الكلام كله عن الاربعين بالمئة من دعم الوقود وهذه حقيقة أولى.
أما الثانية، فلا يمكن ان يكون سعر لتر البنزين بأقل من ربع سعر الماء، ولا نريد تهريب.
المعالجة الامنية للتهريب ربما تحقق نتيجة في البداية، ولكن سرعان ما يتحول الحامي إلى حرامي، بسبب إغراء العائد.
الوقود الليبي يسافر من النيجر إلى مالطا، ومن اليونان إلى لبنان، وتكونت بارونات تهريب، وعصابات دولية.
كان يفترض على الاقل زيادة تدريجية لسعر البنزين حتى بخمسين درهم.
أما بقاء 150 درهما كرقم مقدس، بحجة الفقراء، وعدم وجود نقل عمومي، والتخويف من زيادة الاسعار، فهذا كارثي.
لا يمكن حل مشكلة التهريب، والازدحام، والتلوث، واستعادة ثقافة النقل العمومي، مع هذا الدعم.
والكلام هنا عن دعم وقود النقل. أما الكهرباء فهو دوسيه أكبر، وأعقد.
الموضوع يتعلق بانهاء حالة تشوه اقتصادي، ويتعلق بشبكة امان، بمشروع وطني، بإرادة سياسية.
الدعم ضروري في بلد 30 ألف كيلو متر طرقات ، و45 ألف كيلو متر كابلات كهرباء، ولكن لابد ان يكون الدعم للمستهلك ليس السلعة.