منصة الصباح
الدروس الخصوصية في ليبيا... بين الحاجة وغياب الرقابة

الدروس الخصوصية في ليبيا… بين الحاجة وغياب الرقابة

استطلاع وتصوير / التهامي بلعيد

شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا واضحًا في ظاهرة الدروس الخصوصية في ليبيا، ما أثار تساؤلات حول أسباب هذا الانتشار وأثره على جودة التعليم داخل المدارس العامة.

فبين طلاب يسعون لتعويض النقص في الشرح داخل الفصول، ومعلمين يبحثون عن دخل إضافي في ظل تدني الرواتب، تبقى هذه الظاهرة مؤشرًا على خللٍ أعمق يطال المنظومة التعليمية ككل.

تغيّر المناهج ودور أولياء الأمور…
لؤي بن الأمين
لؤي بن الأمين

يقول لؤي بن لامين إن تغيّر المناهج الدراسية بشكل متكرر أربك الطلاب والمعلمين معًا، ودفع كثيرًا من أولياء الأمور إلى الاعتماد على الدروس الخصوصية لمساعدة أبنائهم في الفهم والمراجعة، خاصة مع انشغالهم بالعمل اليومي.

ويضيف أن بعض المعلمين أصبحوا يوجهون جهدهم الأكبر للدروس المدفوعة، ما انعكس سلبًا على عطائهم داخل المدارس العامة، داعيًا وزارة التعليم إلى تطوير أداء المعلمين ومتابعة التزامهم المهني داخل الصفوف.

تقصير المتابعة الأسرية وظروف المعلمين
عبد الحميد
عبد الحميد

ويرى عبد الحميد، أحد أولياء الأمور، أن غياب المتابعة اليومية من بعض الأسر لأبنائهم ساهم في زيادة اعتماد الطلاب على الدروس الخصوصية، مضيفًا أن عمل كثير من المعلمين في المدارس العامة والخاصة في الوقت نفسه جعلهم مشتتين بين مكانين.

وأشار إلى أن تحسين الوضع المادي للمعلمين ومراقبة أدائهم داخل المدارس يمكن أن يكون خطوة أساسية للحد من الظاهرة.

ضعف المتابعة والرقابة…
جمال محمد زايد
جمال محمد زايد

أما جمال محمد زايد فيؤكد أن أسباب انتشار الدروس الخصوصية متعددة، منها ضعف أداء بعض المعلمين، وقلة تركيز الطلاب داخل الفصول، والازدحام الكبير الذي يقلل من فعالية الحصص الدراسية.

وأوضح أن غياب الرقابة على المدارس العامة ساعد في تفشي الظاهرة، وأن كثيرًا من الطلاب باتوا يعتمدون على الدروس الخصوصية كوسيلة أساسية للتعلم، بدل أن تكون مكملة لما يتلقونه في المدرسة.

تفاوت التعليم بين المدارس العامة والخاصة…
فرح بن لامين
فرح بن لامين

وتوضح فرح بن لامين، وهي طالبة، أن التعليم في ليبيا يعاني من تفاوت واضح بين المدارس الحكومية والخاصة، مشيرة إلى أن بعض المعلمات يتعاملن مع الطلاب بطريقة مختلفة بحسب نوع المدرسة أو المبلغ المدفوع.

وترى أن الدروس الخصوصية أصبحت ضرورة لكثير من الطلبة لتعويض النقص في الشرح، لكنها تؤمن بأن المدرسة يجب أن تظل المكان الأساسي للتعلم، لا مجرد محطة جانبية.

نحو حلول عملية..

تتفق هذه الآراء على أن انتشار الدروس الخصوصية في ليبيا يعود إلى ضعف الرقابة وتردي أوضاع المعلمين وتراجع أداء المدارس العامة.

الدروس الخصوصية أصبحت ضرورة لتعويض النقص

ويرى المشاركون أن الحل يكمن في تحسين الرواتب، وتطوير المناهج، وتنظيم العمل بين التعليمين العام والخاص، مع تعزيز دور الأسرة في المتابعة، حتى لا تتحول الدروس الخصوصية من وسيلة دعم إلى بديل للتعليم المدرسي.

شاهد أيضاً

القطاع الخاص.. بين نصوص غائبة وتطبيق متعثر

القطاع الخاص.. بين نصوص غائبة وتطبيق متعثر

استطلاع وتصوير/ عفاف التاورغي يُعدّ القطاع الخاص ركيزة أساسية لأي اقتصاد يسعى إلى التطور والاستقرار، …