تراث ..
فرج غيث
أتحفتنا صديقتنا وزميلتنا عضو وممثل مؤسسة إرثنا للتراث والثقافة في تونس الأستاذة عبير بدوي بهذا التعريف الرائع عن الخلخال أحد أدوات الزّينة لدى المرأة التونسية.
تقول الاستاذة عبير:
الخلخال، قطعة فريدة من أدوات الزّينة لدى المرأة التونسية الأصيلة، وموروث تقليدي كان في القديم دليلاً على مكانة المرأة الاجتماعية وثراء زوجها، ولكنّ الغالب أنّ للرّنين الذي يحدثه إيحاءات تثير خيال الرّجل عن شكل المرأة وصفاتها وإيقاع خطواتها.
وللخلخال قيمة كبيرة عند التونسيين فرغم غيابه كحلي يومي تتزين به المرأة، تسجل هذه (القطعة الفريدة) حضورها في الأعراس التونسية حيث تزين بها العروس قدميها.
وقد ظلت الأجيال تتوارث الخلخال كزينة للمرأة رغم التطورات الثقافية والاجتماعية.
هو حلقتان تكونان على شكل أسطواني تلبسهما المرأة حول كاحلها، تصنعان في الغالب من الفضة المغطوسة في ماء الذهب. وهو ضارب في التّاريـــــــــخ، حيث يعد من أقدم الحلي التقليدية القديمة، والتي لاتزال باقية إلى يومنا هذا، ولكنّ حجمه تقلّص وأصبح في شكل سوار يحيط بالكاحــــــــل.
الخلخال في الأغاني التونسية
والخلخال كان مصدر إلهام للعديد من الأغاني التونسية وأشهرها أغنية خلخال بو رطلين فوق الحنّة .. هـنـا للفنان الراحل الهادي الجويني صاحب أغنية (لاموني اللّي غاروا مني) الشهيرة . وهناك أيضاً قصة طريفة عن أغنية بعنوان خلخال ذهبي يرنّّ لشحرور الخضراء يوسف التميمي .
ويروي الشاعر الغنائي أحمد الزاوية أنه كان في ضيافة صديقه الملحن الشاذلي أنور لشرب الشاي. وكانا جالسين في ساحة الدار وفيها بئر ككل المنازل التقليدية في مدينة تونس العتيقة. وجاءت فتاة لتأتيهم بالماء البارد من البئر وكان الوقت صيف والجو حارّ. وعند استخراجها الدلو أو السطل من البئر ظهر خلخالها الذهبي وكانت الفتاة جميلة، شقراء وزرقاء العينين.
فجاء الإلهام فوراً للشاعر أحمد الزاوية الذي ألف كلمات الأغنية في الحين ومطلعها يقول:
خلخال ذهبي يرنّ تحت الفارة
في ساق طفلة معاصم البلّارة
جاها هدية .. من يدّ عارف صانعه بكيفية .. (الخ)
و يـِــبــان خلخال عيشة * ع الكعبة يضبح رنـّـان
شكرا لزميلتنا عضو وممثل مؤسسة إرثنا للتراث والثقافة في تونس الأستاذة عبير بدوي على تعريفنا بأحد ماثر التراث التونسي الجميل والذي يعتبر أحد أجزاء الموروث المغاربي الغني بكل تفاصيله. مجتمعنا المغاربي واحد وتراثنا وموروثنا المغاربي واحد.