صرخة استنجاد من موظفي الخدمات المالية سبها:
بعد احتراق المبنى لم نجد مقرا مناسبا للعمل والحكومة لاتستجيب
عزيزة محمد – الصباح
تعرض مبنى الخزانة بمدينة سبها منذُ ما يقارب العام للاحتراق ولايزال الموظفين والمواطنين المترددين عليه يطالبون بصيانته .
وعلى الرغم من انه يعتبر واجهة مدينة سبها من حيثُ الموقع وجانب البلدية، الا ان الإهمال لازال هو السائد على المؤسسات الحكومية في سبها .. وهنا نتسائل لما هذا تلتأخير في صيانته ؟
ولما لازالت أيادي العابثين تطال المؤسسات العامة التي تظل خرابا أمام الموظفين فلا يجدون مكانا يؤدون فيه أعمالهم، ويليق بالمواطن المتردد عليه.
مبنى الخزانة العامة بسبها، الجميع يعلم – والأجهزة المسؤولة بالدولة – بتعرضه للتخريب والعبث .
ويظل موظفو الخزانة العامة سبها يطالبون بكل وسيلة ممكنة بحقوقهم المشروعة بصيانة مقر عملهم الأساسي أو توفير بديل صالح .
رئيس قسم الشؤون الإدارية بمراقبة الخدمات المالية سبها سالم عبدالسلام عيسى يقول: نحن انتقلنا من موقعنا السابق بتاريخ 1/7/2022 بعد ان تم حرقه وواصلنا عملنا من مديرية الأمن حيث أخدنا القسم المالي في المبنى وتمكنا من تسليم مرتبات المواطنين خلال فترة العيد وبعد ذلك لم نتحصل على مقر دائم لمواصلة أعمالنا .
بعد فترة قصيرة، و بجهود وتعاون من مكتب التضامن الإجتماعي، افسحوا لنا حيز من مقرهم ولكن هذا المكان المتواجدين فيه حاليا غير آمن للخزينة وغير مجهز لأن يحتوي مستندات مالية وكذلك المكان لا يسع الموظفين.
وبالمقابل نحن كموظفي الخزينة لانستطيع إيقاف العمل نظرا لأن عملنا مرتبط بمرتبات الناس وننظر للأسر والعائلات ومعاناتهم في حال توقفت مرتباتهم إذا توقفنا على العمل.
وفي بعض الاحيان نقوم بالرجوع إلى المبنى السابق ونبحث عن مستندات نخرجها من تحت الركام وهذه مستندات أخرجناها من بقايا الحريق على أقل تقدير نجد ما نستند عليه ونحاول انشاء قاعدة بيانات نستطيع الرجوع إليها و بالرغم من جميع هذه الظروف فإن العمل ساري ومرتبات المواطن لم تتوقف بالتعاون من بعض الجهات وتعاون بعض الخيرين .
ويضيف عيسى قائلا ان عملنا استثنائي وليس عاديا ويصاحبه خوف على المستندات وخوف على سير العمل ، والوزاة لديها علم أولا بأول حيث قمنا بموافاتهم بظروفنا ومعاناتنا سواء فيما يخص توفير المستندات السابقة ليسهل الرجوع إليها او كون المكان غير مهيئ .
والوزارة قاموا كلفت المكتب الهندسي للجامعة لحصر المبنى وإعداد مقايسة حيث تم تكليف لجنة من وزارة المالية وجاءت وعاينت على أرض الواقع وصورت تصوير مرئي وتصوير ثابت وعلموا بأن الموقع أثري يعتبر رمز للمنطقة ويعني الكثير بالنسبة للناس وبالنسبة للمنطقة فالمبنى قديم يتطلب صيانة خاصة ، وأخيرا سمعنا أنه تم تكليف لجنة عطاءات في الوزارة وتم تكليف لجنة وحاليا على أبواب البدء بالصيانة .
ويردف عيسى قائلا: نظمنا وقفة إحتجاجية أمام المبنى المتضرر واصدرنا بيان على صفحة المالية فنحن كموظفين نريد صيانة المبنى أو موقع أفضل يكون مهيئا لمزاولة عملنا ولكن بدون نتيجة أو استجابة.
فعلى الرغم من ان عدد الموظفين يترواح من ال 90 إلى 100 موظف الا انهم حاليا يباشرون عملهم في هذا الموقع (التضامن) نظرا لضيق المكان والذي هو غير مهيئ لحفظ الأرشيف الذي خسرنا جزء كبير منه في العمل التخريبي الذي حدث في مقر الخزانة الأول بما فيه من فيه قرارات تعيين موظفين وإجراءات وقرارات نقل .. أرشيف كان مرجع يعود لحقبة الثمانينات وما يليها وهذا شيء مؤسف .
ونحن هنا يهمنا صرف مرتبات الناس ولا يعنينا أي جانب آخر ، فلو يعلم من قام بعملية الحرق حجم معانات الناس بعد هذا التخريب لما قام بذلك.
وقالت رئيسة الخزينة انه عندما تم احراق المبنى انتقلنا للعمل في مكان مؤقت هو مديرية أمن سبها واكملنا خلال اربعة ايام فقط مرتبات شهر يوليو لسنة 2022 م لعدد 17 قطاع وبعد ذلك اصبحت طريحة الفراش بسبب الاجهاد والتعب والوضع النفسي الذي تعرضنا له ، بسبب ما جرى لنا نتيجة احتراق مقرنا ، ومن بعد ذلك إنتقلنا لمقر آخر مؤقت ايضاً ولكنه كان لا يتسع لنا لصغره فهو كان مجرد قاعة واحدة ومن بعدها أتينا لهذا المقر غير الملائم بأي شكل من الأشكال ومع هذا استمرينا بالعمل حتى هذه اللحظة .
وتضيف موضحة : اعتصمنا أمام مقر عملنا السابق دون اي جدوى لم تستجب لنا اي جهة والآن عن نفسي لن استطيع ان اكمل عمل شهر واحد .
وقالت فاطمة احمد رئيسة قسم المراجعة للأسف نحن نعمل في مكان غير مجهز أبدا حيث الملفات ملقاة على الأرض والمكان مزدحم بسبب صغر مساحته وكل الاشياء مبعثرة لعدم وجود مقر مجهز فمنذ سبعة اشهر ونحن نعمل في ظروف قاهرة.. وعلى الرغم من ان قسم المراجعة يجب ان تكون فيه قاعة واحدة مجهزة لكي يتم العمل بطريقة سليمة ولكن لضيق المكان اضطررنا لتقسيمه كل جزء بمكان وهذا يؤثر على سير العمل .
اضافت مبروكة محمد احدى الموظفات بقسم المراجعة اننا نعمل في ظروفة جدا صعبة وغالبيتنا يعاني من مرض السكري والان اصبحنا نعاني من الألم بفقرات الرقبة وكل هذا بسبب العمل الشاق في مكان غير مجهز لطبيعة عملنا هذا المكان بالأساس هو عبارة عن فصول دراسية قديمة غير مجهزة ولا يوجد لدينا دورة مياه صالحة للإستخدام بينما نبدأ دوام العمل من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثانية ظهراً ، كذلك لا يوجد مقاعد مريحة ولا طاولات ولا يوجد لدينا حتى الحظة خزنات لحفظ الملفات .
وأكدت الموظفة فاطمة عمر ان العمل جد شاق فخلال اربعة ايام يجب اكمال العمل وتسليمه للمصارف ، لذلك نعاني من ضغط نفسي وجسدي ونقص الأدوات اللازمة للإستخدام إضافة إلى انه ليس لدينا مياه شرب ولا يوجد مقهى لتناول الشاي والقهوة ولا وجبة افطار ، بينما عملنا يحتاج للدقة والتركيز .. وهذا مكان مفتوح لا يوجد به خصوصية.
وكشفت ان الفئران تملأ المقر وتركض فوق الاوراق والحقائب والأبواب مخلوعة والعمل مكشوف لمن يأتي بإمكانه ان يصوره بينما نحن مالية ومن المفترض ان يكون عملنا في كامل السرية.. لذلك المكان هذا غير ملائم لطبيعة عملنا بأي شكل من الأشكال ويجب على الجهات المعنية صيانة المقر السابق او توفير مكان ملائم لنا .
من جانبها قالت سليمة عصمان احدى الموظفات ان معاناة الموظفات سببها عدم وجود دورات مياه صالحة للإستخدام .. كذلك بعد هذا المقر عن وسط المدينة واغلب الموظفات ليس لديهن موصلات فنحن الان نستأجر بعض الموصلات على حسابنا الخاص لنتمكن من الحضور للعمل وهذا عبء إضافي على كاهلنا كموظفات وموظفين فعلا الإشتراك الشهري واليومي للمواصلات جدا مرتفع بالنسبة لنا في ظل نقص الوقود والبعض من يعاني من عدة أمراض صدرية وجيوب أنفية وهذا ايضاً جزء من المعاناة والعمل اليدوي فنحن نقوم بتعبئة أغلب البيانات يدوياً مثل الكروت مما سببب للأغلبية ضغط فقرات في أغلب الأحيان يوجد للموظفة الواحدة ثلاثة عشرة ملف واثنا عشرة ملف والكرت يوجد به الف وخمسمية كرت.. واوضحت ان هناك نقص حاد في المكاتب
مضيفة ان قسم الحسابات الختامية باكمله الان في البيوت وإلى الآن لا يوجد مكان افضل.
وبين محمد أبوبكر رئيس قسم المزانية ان المكان الذي يعمل فيه الآن غير مخصص لطبيعة عمل المالية.. حتى أمنيا غير ملائم فالمقر السابق كان معد أساسا حيث يوجد به الخزائن والمكاتب المناسبة بينما الآن وبسبب الحريق خسرناه والان نحن نعمل في مكان غير ملائم وغير مهيأ لطبيعة العمل المالي الدقيقق الذي يحتاج لحفظ المستندات ومحدد في ظرف زمني معين كذلك لا يوجد به أرفف لحفظ المستندات.
وختاما يقول موظفو المالية بمدينة سبها انهم يطلقون هذه الصرخة العاجلة التي يناشدوا من خلالها المسؤولين بضرورة إيجاد البديل المناسب للمبنى الذي لم يعد صالحا للعمل فيه .