منصة الصباح

التكنولوجيا الرقمية وزعزعة التعليم

التكنولوجيا الرقمية وزعزعة التعليم

د ابوالقاسم عمر صميدة

صدر عن جامعة هارفارد كتاب جديد بعنوان ” التكنولوجيا الرقمية وزعزعة التعليم ” لمؤلفه ” جاستن رايخ ” وتم طبعة عام 2020، يذكر الكتاب انه في عام 1913، زعم توماس إديسون –مع انطلاق حركة تعليمية تتبنى الاستعانة بالأفلام- أنه في المستقبل القريب ستصبح الكتب في المدارس شيئًا عفا عليه الزمن ولن يهتم بها احد ، ولكن رغم وجود الافلام ووسائل التوضيح والمجسمات والرسومات فقد بقت الكتب صامده وثابته كمصدر مهم فى العملية التعليمية والتثقيفية ، ويبدو بالفعل أن المَزاعم المماثلة، التي ظهرت في العقد الأول من الألفية الثالثة بشأن الدور الذي يُتوقع أن تلعبه الدورات التعليمية الهائلة المفتوحة عن بٌعد وعبر الإنترنت، أو ما يُعرف اختصارًا

بـ( الموكس )، وانها ستقضى على الكتب وستزعزع انماط التعليم التقليدية ، يبدو انها غير حقيقية، فالمؤلف جاستن رايخ، الباحث في شؤون التعليم، ينوه إلى أن المقاطع المرئية تهيمن الآن على التعليم غير النظامي، في الوقت الذي تجذب فيه موسوعة “ويكيبيديا” القائمة على الإنترنت كثيرًا من المُعلمين. ويخلص الكتاب للقول ان لتقنيات التكنولوجية الرقمية دور مهم لكنه لا يلغى دور الكتب، كما انه لا يتبنى نظرة وردية ولا قاتمة لها؛ فيقدم لنا “دليلًا مبدئيًّا لعملية تعلُّم واسعة النطاق”، بهدف ملاءمة النظام التعليمي المعقد في المدارس والجامعات، لا السعي إلى زعزعته.. وهكذا يظل الكتاب مهم فى وجود الانترنت..بل ان بعض معارض الكتب تشهد زحام واقبال كبيران على الكتب وشرائها، وبعيدا عن المذكرات الخاصة بالشخصيات المشهورة والتى تٌباع منها ملايين النسخ كما حدث لكتاب الامير البريطانى المعنون ب ( الاحتياط) او سبير فانه حتى كتب الروايات والكتب الثقافية شهدت ازدهار فى المبيعات وخصوصا خلال جائحة كرونا مما يعزز مكانة الكتاب ودوره المهم فى صناعة الوعى وتثقيف الناس وحتى تعليم الاجيال ، وفى ليبيا التى توجد فيها عدة مؤسسات تهتم بالثقافة لكن لا نشاهد مساهمة حقيقية من تلك المؤسسات فى النشر السلس والطباعة مما جعل الكثير من الكتاب والمبدعين يشعرون بالاهمال فمؤلفاتهم ظلت حبيسة مخطوطاتهم دون ان تجد طريقا للمكتبات ، كما ان التظاهرات الثقافية كمعارص الكتاب لا تجد من يدعمها ويقف بجانبها ، فهل نرى اهتمام ولو محدود بحركة النشر والكتابفى بلادنا ؟ من يدرى فلعل مسؤلى الشأن الثقافى يدركوا اهمية الكتاب ودوره فى الرفع من قيمة المجتمع وفى نشر المعرفة والتعليم وتحسين الذائقة الجمالية للاجيال.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …