مع قهوة الصباح
………….
د . المهدي الخماس
………
صباحكم طيب ويومكم أطيب. أنا في حيرة من أمرنا كمجتمع طبي في ليبيا. لدينا العديد من كليات الطب. أقدمها زاد عمرها عن نصف قرن وأحدثها لم يكمل حولي الرضاعة ومع ذلك لم نجب على الكثير من الأسئلة في مجال التعليم الطبي.
لازلنا نطمح الى تغيير إيجابي في عدد الكليات المطلوبة لسد حاجتنا والى تغيير مناهج الكليات وصفات ومؤهلات أعضاء هيئة التدريس وشروط الترقيات وطريقة التدريب ومصير الطلبة الغير قادرين على التخرج وغيرها.
الآن من يكتب له الله أن يتخرج يشعر بانقباض وإحباط لعدم وجود خطوات واضحة عادلة لمستقبله في مجال التدريب والتخصص. لدينا الكثير من الأساتذة في التخصصات المختلفة ونفتقر الى البنية التحتية التي تسمح لهم بالتدريب المنظم ونقل خبرتهم الى الجيل الجديد ويضمن الحد الأدنى من نوعية الإخصائي المطلوب للعناية بالمواطن المريض.
لدينا مجلس تخصصات صحية ومجلس صحي ومجلس تدريب ووزارة صحة ووزارة تعليم عالي وروابط ونقابة وغيرها. ونفتقر الى منظومة تحدد العلاقات بين كل هذه المؤسسات لكي تعمل في تناغم وتناسق يؤمن لنا طبيبا متخصص ذو نوعية أخلاقية وكفاءة عالية.
كذلك لدينا المجال الواسع لتطوير المجالس العلمية المختلفة لتحسين نوعية شهادة المجلس والإنتقال الى مرحلة التخصص الدقيق في مجالات عديدة.
طالما هذا حالنا إذن لماذا نهمل هذه المؤسسات ونتجه الى إنشاء مدارس جديدة في جراحة المخ والأعصاب والقلب والأمراض الصدرية؟
الا تشعرون معي أنه هروب الى الأمام وإهدار للمال العام وتشتيت للجهود وتعطيل في انتاج الكمية وتطوير النوعية.
لنأخذ جراحة المخ والأعصاب وهي تخصص شديد الحساسية لتعقيده وأثره على حياة الإنسان ونوعية الحياة وعلى نتائج حوادث السيارات وعلى تقدم زراعة الأعضاء بليبيا. وجميعنا يعرف أن العناية بالحوادث تحتاج الكثير من التطوير. اتجهت الدولة الى إنشاء مؤسسة تعليمية جديدة اسمها مدرسة جراحة المخ والأعصاب.
الأن هي ملفات على الورق ولكن تعني مبنى وإيجاد أساتذة وميزانية وسيارات ومنهج ووووو. أقول أنه الأصوب أن نخصص مركزان أو ثلاثة داخل مستشفياتنا التعليمية ويتم الدعم المادي والمهني والعلمي والتدريبي لهذه المراكز. تكون هذه المراكز مرجعية لتحويل مرضى جراحة المخ والأعصاب التي لاتستطيع المراكز الصغيرة علاجهم. وتقنين التدريب الطبي لهذه الجراحة في هذه المراكز من خلال مجلس التدريب ومجلس التخصصات.
أعتقد تطوير مالدينا أسهل بكثير وأرخص وأسرع طريق لسد حاجتنا من هذا التخصص وغيره ولاداعي للبدء من الصفر. نفس الكلام ينطبق على فكرة مدرسة القلب ومدرسة.