حديث الثلاثاء
بقلم /مفتاح قناو
يولد الإنسان في بلاد ما، وتكون لهذه البلاد حدود جغرافية معروفة، ويولد ويحيا، وسط قوم لهم عادات وتقاليد متشابهة، يشكلون امة واحدة يتكلمون ذات اللغة، أو لهجات متفاوتة،
يتماهى الإنسان مع مسقط رأسه، و ملعب طفولته ، و مرتع شبابه ، ليضحى من خلال العادات والتقاليد و العلاقة بالاهل والأصدقاء جزء منه.
يذوب فيه ولا يمكنه الانفصال عن هذه البيئة التي اسمها الوطن.
قد يسافر الإنسان إلى خارج الوطن، لكنه حتما سيحمل معه الوطن مهما حاول الإنكار و التعالي خصوصا عندما يصبح الوطن ضعيفا وفي حاجة ماسة لمساعدة كل أبناءه .
عندما يتعرض الوطن للخطر ويصاب بالنكسات يهب أبناء الوطن للدفاع عنه، يفدونه بارواحهم ويجمعون الأموال لدعمه ونصرته.
وقد شاهد العالم المطربة المصرية الكبيرة ام كلثوم بعد نكسة يونيو 1967 تطوف الدول وتحيي حفلات غنائية يكون ريعها للمجهود الحربي، من اجل الوطن الذي تنتمي إليه.
أما النخبة عندنا فلا تتورع عن سرقة اموال الوطن و تهريبها والاحتماء بجنسيات دول اخرى ذات قوة ونفوذ كبير لا تستطيع دولة ضعيفة مثل ليبيا في الوقت الحاضر أن تطالب بجلبهم.
وتستوي النخب عندنا حتى لوكانت ثقافية، فمنهم من يرى نفسه اكبر من الوطن وعلى الوطن أن يسبح بحمده ليل نهار .
و منهم من كان يتباهى بنضال مزيف وعندما عاد للوطن لم يتورع عن سرقة ما استطاع إليه سبيلا.
والسؤال، متى تنتبه النخب الليبية لحق الوطن عليها، فمن يتباهى بأن الدولة (س) قد كرمته بجنسيتها أو الدولة (ص) تضعه في مكان عال ، فعليه واجب مساعدة وطنه بالضغط على هذه الدول للعمل على إصلاح سياساتها تجاه الوطن.
أما الهروب من الواجب الوطني و القفز إلى الأمام، فتلك هي أفعال الجبناء .