الصباح/ طارق بريدعة
عاد ملف جماعة “الإخوان المسلمين” إلى دائرة الضوء عالميًا، عقب توقيع الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” في “24 نوفمبر 2025″، أمرا تنفيذيا يوجّه الإدارة الأميركية لبدء تصنيف عدد من فروع الجماعة في دول مثل “مصر ولبنان والأردن” كـ«منظمات إرهابية أجنبية»..
خطوة أعادت فتح نقاش واسع حول مستقبل الجماعة، وعلاقتها بالفضاء السياسي في المنطقة والعالم..
الإجراء الأميركي الجديد يأتي امتدادًا لقرارات مشابهة اتخذتها دول عربية، بينها “مصر والإمارات وسوريا”، في حين تبنت دول أوروبية – أبرزها النمسا – قيودا مشددة على نشاط التنظيم..
الأمر التنفيذي يُلزم وزارتي الخارجية والخزانة، بتقديم تقرير خلال “45” يوما يحدد الفروع التي يمكن إدراجها على قوائم الإرهاب..
وتقول إدارة “ترامب” إن الهدف من هذه الخطوة هو قطع مصادر تمويل الجماعة، ومواجهة ما تعتبره «شبكة عابرة للحدود»، تشكل تهديدا للأمن الأميركي وحلفائه، مشيرة إلى ارتباط بعض الفروع بدعم حركة “حماس”، خاصة بعد الهجمات التي استهدفت “الكيان الإسرائيلي” في أعقاب “7 أكتوبر 2023″..
القرار يلقى دعما من دوائر أميركية وعربية ترى فيه وسيلة للحد من نفوذ الجماعة، بينما يحذر منتقدون من صعوبات قانونية تتمثل في أن ا”جماعة لإخوان” ليست تنظيمًا مركزيًا موحدًا، وأن بعض فروعها تعمل ضمن بنى سياسية محلية سلمية، وهو ما قد يعقد تنفيذ القرار أو يخلق توترات دبلوماسية مع حكومات تتعامل مع الجماعة كجزء من المشهد السياسي الداخلي..
وفي حال اعتماده بشكل نهائي، فإن التصنيف سيترتب عليه عقوبات مالية، وتجميد أصول، وملاحقات قانونية قد تحدّ من قدرة الفروع المستهدفة على العمل خارجيا، رغم أن تأثيره على الجماعة بالكامل يبقى محدودا بحكم انتشارها الواسع وتنوع هياكلها..
التحرك الأميركي يعكس تحوّلًا لافتًا في مقاربة واشنطن لملف الإسلام السياسي، ويضيف طبقة جديدة للصراع الإقليمي والدولي حول الجماعة..
وفي السياق نفسه، يضغط الجمهوريون في الكونغرس، إلى جانب عدد من الديمقراطيين، باتجاه دفع وزارة الخارجية لتصنيف الجماعة رسميا. وكان وزير الخارجية “ماركو روبيو” قد صرح في أغسطس الماضي، أن عملية التصنيف «طويلة ومعقدة» بسبب تعدد فروع الإخوان، وضرورة فحص كل منها على حدة..
كما جاء هذا التطور بعد أيام فقط من تحقيق موسّع نشرته وسائل إعلام أميركية، حول نشاط الجماعة ومخاوف متزايدة داخل إدارة “ترامب” بشأن دورها..
وتشير تقارير إلى أن الرئيس كان يدرس هذا الإجراء منذ ولايته الأولى..
وفي خطوة موازية، أصدر حاكم ولاية تكساس الجمهوري “جريج أبوت” قرارًا مماثلًا صنّف فيه جماعة الإخوان و«مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية» (CAIR)، كـ«منظمات إرهابية أجنبية، ومنظمات إجرامية عابرة للحدود»..
من جهته رفض المجلس القرار ورفع دعوى قضائية ضد حكومة الولاية، معتبرا، وفق ما نقلته مجلة «بوليتيكو»، أن الإجراء ينتهك حق أعضائه في التملك وحرية التعبير..
منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية