منصة الصباح

الصباح تكشف أرقاما صادمة لأعداد الإصابات بالأورام.. والوزارة تقر بالعجز

الصباح تكشف أرقاما صادمة لأعداد الإصابات بالأورام.. والوزارة تقر بالعجز

إحصائيات صادمة حول عدد المصابين بالأورام في ليبيا، حيث تصل إلى أكثر من 3000 إصابة بالأورام من مركزين فقط من المراكز المتخصصة في علاج الأورام بليبيا وذلك خلال عام 2022 فقط، ومع هذه الإحصائيات المرعبة يغيب دور الدولة، ويقر المسؤولين بضعف الخدمات في هذه المراكز لأسباب مختلف، ويدركون حاجتها للكثير من الإمكانيات.

صحيفة الصباح الورقية فتحت ملف الأورام في ليبيا، لسبر حقيقة الواقع الأليم الذي يعانيه المواطنين المرضى، وفيما يلي أبر ما جاء في الملف.

عند الحديث عن مرض الأورام، أول ما يتبادر للأذهان هو الدراسات والإحصائيات عن الأعداد الإجمالية للمرضى في البلاد وأسباب انتشار المرض، ولكن غياب الدراسات المثبتة من المراكز المتخصصة في البحث عن أسباب تفشي الأمراض منها الأورام والسرطانات، جعل المواطن يحلل، فذهب البعض لإرجاع انتشار المرض للأسلحة التي استخدمها الناتو أبان تدخله العسكري سنة 2011، مطالبين دول الحلف بتحمل جزء من تكاليف العلاج، فيما يرى آخرون أن الأطعمة المستوردة دون رقيب والأطعمة الجاهزة ومصانع المياه البعيدة عن الرقابة تساهم في انتشار هذه الأمراض.

معهد الأورام بمصراته سجل 1640 حالة

صحيفة الصباح زارت أهم المراكز المتخصصة في علاج الأورام، ومنها المعهد القومي للأورام  بمصراتة، ولكنه يقدم خدمات التشخيص والعلاج لحوالي 21% من السكان الواقعين داخل نطاق المنطقة الوسطى فقط، وسعته السريرية لا تتجاوز 350 سريرا، موزعة على 23 قسما طبيا.

وسجل المعهد القومي للأورام مصراتة لعام 2022 نحو  1610 حالة إصابة بين الذكور والإناث والأطفال، بينهم 884 إناث و726 ذكور، فيما بلغ عدد الأطفال 30 طفلا بينهم 19 حالة إناث و11 ذكور .

ووفقاً للتقسيم الجغرافي, سجلت مدينة مصراتة 335 حالة إصابة، أما المنطقة الغربية فسجلت  834 حالة، وسجلت المنطقة الشرقية 260 حالة، وبالنسبة للمنطقة الجنوبية فسجلت 211 إصابة خلال 2022.

ويستعد المعهد لتدشين مشروع إنشاء مبنى من ثلاث طوابق لزراعة نخاع العظم وعلاج أمراض الدم.

معهد صبراته للأورام يسجل 1436 حالة

أما معهد صبراتة للأورام فيجري عمليات جراحية يومية لنزلاء المعهد، كما يقوم بتشخيص وعلاج الأمراض السرطانية ومتابعتها ,وإجراء المسح والدراسات للمساهمة في الكشف المبكر للمرض، وسعته الاستيعابية تبلغ 120 سريرًا مقسمة على ثلاثة أقسام إيوائية.

وفي إحصائية المعهد عن عدد الحالات خلال عام 2022 تم اكتشاف 1436 حالة جديدة مصابة بالأورام، وكان عدد المترددين حوالي 35 ألف حالة، وعدد جلسات الكيماوي بلغ 1400 حالة، وكانت عدد جرعات الكيماوي 5000 حالة.

وانتقد الموظف بالمعهد «المبروك عمر مندرة» الأوضاع التي آل إليها معهد أورام صبراته، حيث “كانت جميع أجهزة الدولة توفر لنا الإمكانات والاحتياجات، وعملت في جميع الأقسام بالمستشفى وأنا الآن أشاهد أن المعهد لم يعد باستطاعته تقديم العلاج والخدمة للمرضى الذين ازداد عددهم بشكل كبير، بسبب نقص العلاج”.

وأضاف أحد رؤساء الأقسام بالمعهد أنهم يطالبون الوزارة والإمداد الطبي والحكومة بتوفير الاحتياجات كل يوم، مشيرا إلى أنهم يطالبون بتوفير “جرعات كيماوي أو حتى شاش لضمد جرح أو كحول أو أية مستلزمات أخرى تحتاجها الأقسام, إلى جانب حق المعهد باستلام ميزانية لتسيير أمور المعهد ”

وتابع قائلا « هذا لا يتوفر إلا بصعوبة شديدة, وآخر ميزانية صرفت للمعهد بلغت 5 مليون دينار لا تكف لسداد ديونه من شركات الأدوية أو الصيانة, وجاءتنا 12 جهة رقابية لمتابعة كيف ستصرف هذه الميزانية».

وعقب لذلك فإن «معهد صبراتة للأورام يعمل بمجهودات ذاتية ولولا أصحاب الخير لعجزنا على توفير ابسط الدواء للعدد الهائل من المترددين».

المعهد يفتقد لكافة الإمكانيات التي من شأنها حماية العاملين من التسمم الكيماوي أو ضمان جودة العلاج للمرضى.

المدير التنفيذي للمعهد أيضا كشف عن عدم وجود مبنى لإيواء المرضى، لذلك فالمرضى يحصلون على جرعة الكيماوي دون إيواء، كما أن غرفة العناية الفائقة تكفي لشخصين فقط, كما يوجد جهاز محاكاة معطل من فترة ونعمل بجهاز واحد لعدد مرضى كبير .

عشوائية قطاع الصحة

من جانبه قال وكيل وزارة الصحة لشؤون المستشفيات « سعدالدين عبدالوكيل»، إن الوزارة ستصدر إحصائية بالحالات الحالية من خلال السجل القومي للسرطان في ليبيا خلال مدة قريبة قادمة.

ولفت عبد الوكيل إلى أن الوزارة لا تحكم أو لا تسيطر على مواردها المالية، مرجعا الأسباب الحقيقية وراء عدم إكمال مشاريع التنمية في قطاع الصحة هو عدم استلامنا مخصصاتنا منذ عام 2012، مضيفا أن قطاع الصحة يعمل بعشوائية وتخبط إداري نتج عنه خدمات سيئة وفقدان ثقة المواطن في قطاع حيوي يمتلك الكفاءات ولا يمتلك الإمكانات لتقديم خدمة لمريض أو مريضة لأن المكان الذي يعمل فيه لا يقدر على إصلاح جهاز كشف أو لا يقدر على شراء سماعة أذن .

وأضاف أنه لا توجد إستراتيجية دوائية في ليبيا، والمشاكل الحاصلة حاليا هي غياب القرار المناسب في وضع خطة عامة تسير مشكلة الدواء، مبينا أنه على الرغم من توفر أدوية الضغط والسكري والأورام والأمراض المزمنة الأخرى إلا أنه في فترة وجيزة جدا “أصبحت المراكز الصحية العامة مقفرة منها، فيما نجدها متوفرة في السوق السوداء دون أن نعلم كيف حدث ذلك، وهل تعلم أن هناك أدوية في مخازن الإمداد والوزارة تنتهي صلاحيتها ولا نستطيع إيصالها لأننا لا نملك حافظة دواء ثمنها 3000 دينار”.

 وتابع وكيل الوزارة أن “الفوضى الإدارية وعشوائية العمل تسببت في ربكة داخل الوزارة، فالإمداد الطبي تسلم أدوية لمعالجة الأورام، لكن مشكلة الأورام ليست دواءً فقط بل طبيب وممرض وعلاج إشعاعي ومسح ذري”

وأشار إلى أن تركة وزارة الصحة التي استلموها ثقيلة مثقلة بالديون والعشوائية والتخبط الإداري، وأن القطاع منتهي الصلاحية والإدارات لا تفقه في علم الإدارة شيئا، حيث أنها تعرف كيف تفسد ولا تستطيع الإصلاح والعمل بضمير، منوها إلى أنهم حاولوا تقديم خدمة للبدء في إصلاح القطاع بوضع إستراتيجية عملية سريعة ولكن كل شي متوقف والخطط لم تنفذ وميزانيات التنمية ليس عليها خبر.

المخصصات المالية تصرف على تعشيب الحدائق

وأضاف أن القائمين على المستشفيات والمراكز الصحية والمعاهد يأتون لطلب دعمهم بإمكانات لازمة لتسيير أعمالهم اليومية، وهذا حق من حقوقهم نوقع لهم على بياض لأننا لا نملك فلسًا واحدًا وهذه حقيقة مؤسفة.

وأكد وكيل وزارة الصحة أن احتياجات مراكز الأورام أكبر من إمكانات الوزارة ومواردها، موضحا أن إمكانات تصرف على المرتبات وتعشيب الحدائق، مبينا أن المخصصات ليست لها علاقة بالتنمية والتطوير في قطاع أغلب مرافقه بحاجة لتجديد وتصليح.

وأقر وكيل الوزارة بأن أغلب المراكز تعاني وليس الأورام فقط، بل الكلى والأمراض المزمنة أيضًا.

وأضاف أن ليبيا يوجد فيها عدة مراكز أورام في مصراتة وصبراتة وطرابلس والمنطقة الجنوبية وفي طرابلس الطبي والمستشفى المركزي وكذلك الجلاء للأطفال، علاوة على ذلك فهناك مطالبة بفتح مراكز أخرى لا تملك أدنى مقومات تسيير العمل ولا تملك حتى على إعطاء لقاح .

هكذا يبدو وضع مراكز الأورام في ليبيا، فإلى جانب معاناة المرضى، يشكو العاملون في المراكز من عدم توفر الأدوية والإمكانيات اللازمة لعلاج المرضى، يضاف إلى كل ذلك إقرار الوزارة بالعجز عن حل كل هذه المشكلات.

 

شاهد أيضاً

مُشاركة ليبية في كتابٍ عالمي حول ثقافات السلام

  شاركت عميد كلية اللغات بجامعة بنغازي “د.هناء البدري”، رفقة أخريات من فلسطين، والسعودية، وبريطانيا، …