د.علي المبروك ابوقرين
السحرة متواجدين ما دامت البشرية والحياة ، وزادوا كل ما زاد الجهل والتخلف ، والابتعاد عن الدين والقيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية ، ومعظم الشعوب عاشت فترات زمنية أسيرة السحر والشعوذة ولجأت لهم لقلة الحيلة وللحاجة ، والضرر بالآخرين
مع غياب القانون وسلطة الحكم ، وتزداد مع الفوضى والجهل وارتفاع وثيرة الغيرة والأحقاد ، والخلافات والنزاعات والمنافسات الغير مشروعة والغير شريفة ، ولأسباب حياتية متعددة يغيب فيها العقل والحكمة والتدبر ،
وبالنسبة للسحر والأورام وأمراض أخرى مستعصية ، بالتأكيد المواطن مساهم الذي يشتري يوميًا مواد غذائية فاسدة أو مخالفة للشروط الصحية ومياه لا تصلح للشرب وخضروات منتجة بطرق مخالفة للمواصفات والمقاييس الصحية ويعلم أنها ضارة ولا تصلح للاستخدام الآدمي ، ويدفع معظم دخله لشرائها ، وبالتأكيد هو نفسه الذي يتردد على منظومة صحية تجارية تتعامل معه كزبون ويأخذ خدمات بقدر ما يدفع ، وتتضخم الفاتورة بخدمات لا حاجة لها وعلاج لا يستحقه ، وهو المواطن الذي يشتري أدوية مغشوشة ومزورة أو بدون وصفات طبية لأدوية مضرة ، وهو الشخص الذي ترك الأكل البيتي النظيف وينفق أمواله على مقاهي ومطاعم ويعلم أنها مخالفة للمواصفات والشروط الصحية ، وهو المواطن الآخر الذي يُغرق الأسواق بنفايات العالم ، ومن يتلاعب في بيانات السلع وتواريخ الصلاحية ، وبالتأكيد مشاركة معه الجهات المسؤولة التي لا تقوم بواجباتها في حماية المستهلك والمجتمع ، ولا تطبق السياسات الصحية الصحيحة ، وتغض الطرف عن المخالفات الجسيمة القاتلة ، وللأسف معظم الناس يساهمون في تلوث البيئة والمياه ، ولم يسلم شبر من التلوث برا وبحرا وجوا ، مع زيادة أعداد المتكالبين على الأنشطة الاقتصادية التي تدمر صحة وحياة المجتمع وتدمر البيئة المعيشية للأجيال القادمة هم وكل من يمنحهم التراخيص ويسمح لهم بذلك ، ناهيك عن الثروة الحيوانية المهملة في متابعة صحتها والتي تشترك مع الانسان في اكثر من مئتي مرض ينتشر بشكل مباشر أو عن طريق نواقل ، وبالتأكيد يفاقم الأزمة الصحية من يدمروا القطاع الصحي الحكومي ويعلموا أنه ملك أصيل للمجتمع تخصص له موازنات مالية من الدخل القومي ، ويفترض أن يقدم خدمات صحية إستباقية وتعزيزية ووقائية وعلاجية ، ويفاقم الكارثة من يفتت النظام الصحي ويحوله الى جزر وامبراطوريات تشتت الخدمات وتحرم الناس من حقهم في الصحة والعلاج من خلال نظام صحي قوي متماسك منصف وفعال وفي المتناول ، ويزيد عليهم الذين يدمرون التعليم الطبي لأجل جني أرباح من خلال تعليم موازي بعيد عن الطب والتمريض وتغرق البلاد بحملة شهادات تمارس مهن تمس صحة وحياة الناس ، وللأسف هناك من يعتقدون أن الضغوط النفسية والقلق والخوف أشياء بسيطة وليس لها آثار مرضية قاتلة ويتمادوا في نشر الرعب بين الناس ، ومنهم من يتعامل مع الأوضاع الصحية بعيدًا عن غيرها من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وإن كان سحر فما يبطله الا العمل الصالح واستقرار الوطن ورخاء الأمة والحماية الاجتماعية والإنصاف والعدالة والمساواة ، وسيادة القانون وسلطة الدولة ، والتعليم المتطور والصحة كما يجب ان تكون والثقافة والتوعية المجتمعية ..
الأمراض التي يعاني منها الناس بالإمكان تفادي 85% منها والتقليل من حدة بعضها وعلاجها دون إرهاق المرضى وذويهم ، والصحة والرفاه لا يتحققا الا بنظام صحي قوي متماسك مرن منصف فعال يحقق التغطية الصحية الشاملة ، وحماية اجتماعية حقيقية ….
كلنا مسحورون