منصة الصباح

الأكاديمي المختص بالمتاحف عبد الحفيظ المسلاتي :نحتاج إلى تغير في فكرة المسئول الليبي عن المتاحف

عبدالله الزائدي ــ الصباح

في ليبيا تشكل القطع الأثرية المتنوعة احد اهم الكنوز التي تحكي قصة الحضارة الإنسانية عبر عدد من العصور والأزمنة. ولكن هذا الكنز الهائل لا يجد العدد الكافي من المتاحف الوطنية ، ماجعل المخازن مقرا للقطع والمكتشفات الأثرية.
عبدالحفيظ المسلاتي الأكاديمي المختص في المتاحف والاستاذ بقسم الآثار جامعة بنغازي، وصاحب مبادرات وأنشطة تطوعية بنشر ثقافة المتاحف يتحدث في حوار مع الصباح عن هذا الموضوع المهم

ما الدور الذي تلعبه المتاحف في المجتمع؟

لنبدأ من دروها المجتمعي فهي تنشيط الحس الجمالي، وتنمي الذوق، وذلك من خلال عرض المجموعات المتحفية بأسلوب فني راق وكما تتسم المتاحف بأنها تنشر الثقافة والمعرفة في المجتمع، وذلك من تنمية الكفاءة الفنية، والخبرة العلمية، وهي عامل مهم لتحقيق حرية الفكر لدى الزائرين.
وتعمل ايضا على رواج ثقافة السياحة وهنا يعتبر المتحف ساهم في زيادة الدخل القومي
ومن الناحية التعلمية: زيادة النشاط التربوي التعليمي، لما يقدمه من نشاطات تربوية وتعلمية، كما يساهم في زيادة المعرفة وتحفيز الأفراد على الابداع و الاختراع، كما يعتبر كونه خير مكان للترفيه، ونشر المعرفة والثقافة الحضارية، مما يعطي أفكار جديدة للزائرين.
انتشرت لدى كثير من الليبيين هواية شراء التحف، وتنتشر محلات بيع التحف الكلاسيكية التجارية. كمتخصص اكاديمي هل تعتبر هذا دليل على انتشار الشغف بالمتاحف؟
بالفعل انت تجد الان اهتماما ينتشر بثقافة المتاحف لدى المواطنين، ولكن تختلف في طبيعة عمل المتاحف، حيث أغلبهم لديهم فكرة الاقتناء والبحث عن ما هو قديم، أي أن ثقافة المتاحف موجودة ولكن لابد من التأكيد عليها ونشر هذه الفكرة من خلال برامج توعوية لأهمية المتاحف ودورها في خلق مجتمع راق ذواق للفن و للثقافة، وإذا سألتني هنا حول تعريف المتحف سأربطه بشكل تلقائي بالآثار، وهل هذا صحيح؟ ستكون الإجابة ان هذا التعريف يعتبر قديم جداً، ولكن الان تعريف المُتحف أختلف كلا، أو تم إضافة مفاهيم أخرى، حيث أن المتحف يمكن تعريفه : بأنه مؤسسة تربوية تعليمية ثقافية وترفيهية دائمة، غير ربحية، تعمل على خدمة المجتمع من خلال قيامها بجمع وحفظ وعرض وصيانة التراث الحضاري والتاريخي الإنساني والطبيعي، كونه الجهة التي تقوم بجمع وصيانة تراث الإنسانية وتحافظ عليه وتعرضه بأساليب شيقة وممتعة وهذا يعتبر التعريف الجديد للمتاحف، وقد أخذت المتاحف تلعب دوراً بارزاً في تأصيل الانتماء ، وإحياء الزمان، وذلك من خلال المشاركة بوسائل مختلفة في المناسبات الوطنية والعلمية، تفتح أبوابها مجانًا للزائرين.

ساوجه لك سؤالا شخصيا وهو لماذا اخترت تخصص المتاحف في بلاد لا تنتشر فيها المتاحف، هل ثمة طموح لديك في نشر هذه الثقافة ام مجرد التخصص العلمي انت تحبه؟

سؤال رائع، المتاحف كانت قبل دراستي هواية في الحفاظ على الأشياء الثمينة، ولكن بعد دراستي لعلم الآثار، أصبح لدية رغبة صادقة في دراسة المتاحف ومعرفة علمية واضحة لهذا العلم الشيق، وفعلا درست هذا العلم وأخذت دورات علمية رفيعة المستوى في الصين وأمريكا من إدارة المتاحف والاتصالات التسويقية المتكاملة، وأصبح لدي برنامج واضح من خلال المتاحف وهو توعية المجتمع بأهمية المتاحف ودورها العلمي والثقافي والوطني وذلك من نشر الهوية الوطنية وحب الوطن.

ما هو تصورك للشكل المفترض عليه توزيع وشكل المتاحف في ليبيا؟

للخروج من زاوية المتاحف الأثرية لابد من تغيير فكرة المتاحف لدى المسئول والمجتمع بأن المتاحف فكرة أشمل من كونها محصورة في القطع الأثرية، بل لها علاقة بكل ما أنتجه الإنسان عبر العصور حتى عصرنا هذا، وكل الأفكار المستقبلية.

نسمع بمتاحف اسلامية ومتاحف للشمع وغيرها، ما هي تصنيفات المتاحف وكيف تختار الدول هذه التصنيفات؟

تنقسم المتاحف في العالم إلى أنواع رئيسية مثل متاحف الأثار، متاحف الفنون، متاحف العلوم، وقد ويتم تحديد نوع المتاحف على حسب معروضاتها، وهنا نشأ التخصص المتحفي من خلال المعروضات المختلفة في المتاحف كما ما ذكرنا في هذا اللقاء ، مثل المتاحف التاريخية ومتاحف الأطفال، والمتاحف الصحية، ومتاحف المواصلات والبريد، متاحف الاتصالات، والمتاحف البحرية، وغيرها من المتاحف الأخرى، لان المتاحف أصبحت تدخل في كل ما أنتجه الإنسان او يتعامل معه في حياته، وطبعًا لكل نوع من المتاحف أهداف خاصة بها،وخصوصية علمية وثقافية للترفيه.

ما الذي أثره نقص المتاحف في ليبيا على وعي المجتمع؟

نتيجة الفراغ الثقافي في المجتمع، وتعبر المتاحف مثلها مثل التنوع الثقافي في المجتمع تأثرت تأثيرا مباشرا، لان المتاحف لها وظائف عديدة من نشر المعرفة والثقافة المجتمعة وتوعية المجتمع بأهمية الموروث الثقافي وهذا يعتبر من أهداف المتحف فلذلك تأثر المواطن بعدم وجود المتاحف وما تقدمه من برامج لرفع الروح المعنوية للمجتمع في الانتماء والهوية الوطنية.
أي أن المتاحف تعتبر معامل لكل البرامج الثقافية والمعرفية في المجتمع لأنها في داخلها نتاج إنساني أو مخلص حياة مجتمعات.

شاهد أيضاً

الصحافة تطرح إشكالية غياب المكتبات المدرسية على الطلاب والمجتمع في حوارية

التقت اللجنة الثقافية المشكلة بقرار من رئيس الهيئة العامة للصحافة مع عدد من المسؤولين بإدارة …