شهدت مدينة قرزة الأثرية الواقعة في الجنوب الليبي، اهتمامًا متزايدًا من الباحثين وعلماء الآثار، بعد أن كشفت النقوش والرموز المكتشفة فيها عن هوية عربية خالصة تعود إلى ما قبل الحقبة الرومانية، ما ينفي الادعاءات التي تروج لكون المدينة رومانية المنشأ.
وأظهرت النقوش المنتشرة في كافة أرجاء المدينة أنها مكتوبة باللغة العربية القديمة وخط الجزم، دون أي أثر للغة اللاتينية. كما وُجدت رموز كنعانية وثمودية تشير إلى تأثر المدينة بالمثولوجيا العربية القديمة القادمة من شبه الجزيرة العربية.
الدكتور عبد الحفيظ الميار وثّق من خلال دراسات ميدانية أسماء قبائل عربية مثل تغلب، القحطانية، والعدنانية ورد ذكرها في النقوش، مما يدعم الأصل العربي للمنطقة وسكانها.
يعود تأسيس قرزة إلى القرن الثاني الميلادي، وقد عُثر على شواهد قبور لأسماء نبلاء من تلك الفترة مثل: الفضل، ثامر، ناصف، ونُمير، الأخير لا يزال اسمه محفوظًا في الطبيعة من خلال وادي النمير.