منصة الصباح

اسئلة مزمنة

اسئلة مزمنة

عبد الرزاق الداهش

يعلق الكثير من الناس عيونهم في الأفق يتطلعون إلى ذلك القوس اللامع على صفحة السماء.

وكان سجالا معتادا حول هلال رمضان أو العيد وكم عمره.

كنت استنساخ سؤالي الطفولي: متى نتخطى هذه الحيرة الدائمة؟

وهل تصبح الأشهر القمرية محددة كالشمسية، شعبان 30 يوما، ورمضان 29، وعلى هذا النحو؟
كان السؤال الحائر يكبر معي ،وظل مفتوحا داخل رأسي ،ربما لأن بعض الأسئلة لا تسقط بالتقادم، ربما غير ذلك.

كان هناك من يرى في انتظار الهلال، حالة من التشويق تليق بمزاج شرقي يتعامل مع كل ما هو مرتب كحالة رتابة.

كنت لغير سبب منحازا إلى الحسابات الفلكية ،فهي تعطي إجابات قطعية، بينما تظل الرؤية بالعين المجردة افتراضية وظنية،

وكانت الملايين قد صامت لخدعة بصرية ظهر فيها كوكب الزهرة، أو أي جرم سماوي كما لو أنه الهلال .

كان الأهم من ذلك بالنسبة لي ما يعنيه اعتماد الحسابات الفلكية من ظهور لعقل جديد أكثر تصالحا مع ما هو علمي، بعيدا على ذلك العناد الذهني.

لقد كان الشهر القمري بين 29 يوما و 30 يوما ،وكان علم الحسابات الفلكية هو تلك العين المجردة التي تحاول التقاط خط مقوس لا يظهر إلا بضعة دقائق في السماء.

وكان كثيرا ما يتم اعتمد قاعدة (إن غم عليكم فأكملوا العدة) بسبب الأحوال جوية التي تحجب الرؤية، أو بسبب عدم دقة الملاحظة.

يقول لنا الفلكيون بأن الشهر القمري يساوي 29 يوما و12 ساعة و44 دقيقة وبضعة ثواني.

ويقولون الفلكيون بأن عملية الاقتران، أو المحاق والتي يكون القمر فيها بين الأرض والسماء هي لحظة انتهاء شهر ومجيء أخر، ولكن قد تكون تلك اللحظة في أي ساعة من ساعات النهار أو الليل .

ويقول لنا الفلكيون بأن السنة الشمسية تساوي 365 يوما و5 ساعات و49 دقيقة تقريبا ،ولهذا جعلوا ثلاثة سنوات بسيطة وسنة كبيسة ،لمعالجة الساعات الزائدة ،وهو انجاز مهم بالتأكيد.

والسؤال : هل سنظل نترقب هلالا لنا يطلع لنا ،رغم تأكيدات الاستشعار عن بعد بأن لحظة المكوث لن تحدث؟

وهل سيجيء يوم وتكون فيه أيام الأشهر القمرية محددة ..مضبوطة، وفي كل العالم؟

والسؤال الأهم هل يكون رمضان الكريم شهرا نتفوق فيه على الغرائز، ونقترب فيه من الله.

رمضان بالتأكيد ليس أضرابا متقطعا عن الطعام، وليس موسما استهلاكيا.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …