كتبت : كوثر الفرجاني
تحت شعار “ احمي نفسك ولا تؤجلي” ، وبإشراف وتنظيم الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان، ومركز طرابلس لعلاج وتشخيص الأورام، وبالتعاون مع المركز الوطني لمكافحة الأمراض، ووزارة التعليم. انطلقت الحملة التوعوية التثقيفية الأولى لسرطان عنق الرحم والفيروس المسبب له وطرق الوقاية والكشف المبكر عنه، في أكثر من 50 مدينة على مستوى ليبيا، في إطار التوعية الصحية وتعزيز مفاهيم ومقومات الصحة العامة ، ولتشجيع المستهدفات إلى اتخاذ اللازم لحماية أنفسهن من هذا السرطان الذي يعد ثاني أكثر أنواع السرطان المنتشرة بين النساء بعد سرطان الثدي.
الإشهار والإعلان
في إطار هذا النشاط التوعوي، أعلن مدير عام المركز الوطني لمكافحة الأمراض الدكتور (بدر الدين بشير النجار ) صباح الخميس الموافق 16 يناير 2020م انطلاق الحملة الوطنية الأولى للتوعية بسرطان عنق الرحم، خلال مؤتمر صحفي أقيم بمقر المركز الوطني لمكافحة الأمراض فرع سوق الجمعة، صرح فيه إن الحملة تأتي في إطار زيادة الوعي لدى المواطنين خاصة الفتيات والنساء لمعرفتهن بالمرض وأسبابه وطرق الوقاية منه.
وشدد الدكتور(بدر الدين بشير النجار )خلال كلمته على أهمية الكشف المبكر للمرض للحد من انتشاره بالعلاج ، فضلا عن أهمية الوقاية منه بالتحصينات التي يوفرها المركز الوطني لمكافحة الأمراض.
وكشف الدكتور( بدر الدين النجار) بأن هناك نقصًا شديدًا في الوعي بالأورام النسائية بشكل عام وبأورام عنق الرحم على وجه الخصوص ، لأن الكثير من النساء ومن بينهن من هن في المجال الصحي يجهلن بأن هناك طرقًا للكشف المبكر عن هذا الورم، كما يجهلن بأن هذا الورم مرتبط جدًا بالفيروس الحليمي البشري الذي يعد المسبب له في أكثر من ثمانية وتسعين بالمائة من الحالات وذلك عن طريق التغيرات التي يحدثها الفيروس بعد الإصابة به واستمرار وجوده بخلايا عنق الرحم، كونه يستمر في إحداث تلك التغيرات على مدى طويل قد يصل إلى خمس عشرة سنة ليسبب بعدها الورم السرطاني لا سمح الله، موضحا أن الهدف من الفحص الدوري هو اكتشاف المرض في مرحلة التغيرات ما قبل مرحلة الورم السرطاني واتخاذ العلاج اللازم والمناسب لذلك، مشيرا إلى أنه وفي أسوأ الأحوال عند تحول التغيرات لورم سرطاني فمن مصلحة المرضى أن يتم اكتشافه في مراحله الأولى حتى يتم علاجه والسيطرة عليه بشكل أفضل. كما أن من مزايا الفحص الدوري إمكانية أخذ اللقاح المضاد لهذا الفيروس الذي يحمي بإذن الله بنسبة عالية جدًا تتعدى التسعين بالمائة من الإصابة المستقبلية بهذا المرض الخبيث.
شرق وغرب وجنوب
تشمل الحملة التوعوية كل ليبيا فقد ذكرت نائبة رئيس الاتحاد الليبي لمكافحة الأمراض، ومشرف عام الحملة التوعوية الأولى لسرطان عنق الرحم الأستاذة (أسماء جويلي) أن الحملة التي انطلقت إلكترونيا في أول يناير 2020 عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي تستهدف أكبر عدد من السيدات والفتيات من مختلف الفئات العمرية، في 61 مدينة ليبية، شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، طرابلس الكبرى ، غدامس ،تاورغاء ، ادري ، بلدية الشرقية،أم الأرانب، وادي عتبة، سبها، الغريفة، زلطن ، صبراتة ،نالوت ، البيضاء ، شحات ، سرت ، المرج ، درنة،طبرق ، تراغن ، القطرون ، الجفرة ، الزاوية المركز ،الزاوية الغرب ، الخمس ، الجفارة، ترهونة ، الواحات،الكفرة ، بنغازي، قماطة، العربان، زليتن.، صرمان ، بني وليد ، مصراتة، درج ، زوارة غريان ،مسلاتة ، براك الشاطئ، القرضة، الشاطئ، غات ،اجدابيا ، منطقة الشورى الإدارية بالكفرة، امساعد ، جالو ، اجخرة ،أوجلة بير الأشهب، كمبوت ، البوانيس ،يفرن ، العجيلات ،الجميل ، رقدالين. وتشكلت النواة الأولى للحملة من الدكتور أحمد مثالي محمد والدكتورة نجاة عبد المجيد عمار، وبدأنا بتشكيل فرق عمل في هذه المناطق من خلال الاتصالات والعلاقات الشخصية، لتوفر مشرف فريق لكل منطقة، ويوم 11 يناير قمنا بورشة عمل استهدفت رؤساء فرق العمل بالمناطق، ويوم 16يناير تم الإعلان وإشهار الحملة في مؤتمر صحفي بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض، ويوم 18يناير انطلقت الحملة في 61 مدينة استهدفت المؤسسات التعليمية بالدرجة الأولى من خلال التعاون مع مراقبات التعليم في المدن المذكورة أعلاه، بعد التنسيق مع إدارة الخدمة الاجتماعية والصحة المدرسية التي سهلت عمل فرق العمل داخل المدارس، كون الحملة تهدف إلى توعية الطالبات حول انتشار المرض وكيفية الحد من آثاره السلبية عن طريق الفحص الدوري والتطعيم ، لافتة إلى أن هذا المرض ينتشر بشكل أكبر لدى الفئة العمرية من 20 إلى 40 سنة.
مجتمع
أوضحت الأستاذة ( أسماء جويلي) أنها لاحظت نسبة غير بسيطة من السيدات اللاتي يسألن عن اللقاح وكيفية أخذه والأعراض التي قد يسببها وأوضحت أن اللقاح بإذن الله آمن وفوائده مثبتة علميًا من خلال أبحاث كثيرة جدًا وأن أكثر من ستين دولة توفره لمرضاها وتحرص على أخذ المريضات للقاح في سن مبكرة حتى تتم الإفادة منه على أعلى مستوى.
وأوضحت (أسماء جويلي) أن اللقاح متوفر ولكن قلة الوعي جعلت من يستفدن منه نسبة قليلة جداً أغلبهن من العاملات بالمجال الصحي، وأوضحت أن الهدف من هذه الحملة الوصول لأكبر شريحة ممكنة من النساء وتوعيتهن بطريقة يمكنهن من خلالها الحفاظ على حياتهن والعيش بأمان إن شاء الله.
وذكرت الأستاذة( أسماء جويلي) أنه طال انتظار مثل هذه الحملة وأنها باكورة حملات متعددة للاتحاد الليبي لمكافحة السرطان ، بعد تسع سنوات متواصلة من العمل الدؤوب على حملة مماثلة للكشف عن سرطان الثدي، وأخرى عن تدخين الطلبة بالمدارس، مؤكدة أن هذه الانطلاقة لحملة سرطان عنق الرحم، ستصل لعدد أكبر من المدارس الثانوية للبنات ولعامة المجتمع من خلال مختلف القطاعات، وستمتد مستقبلاً لمدن ومناطق أخرى، حيث تهمنا سلامة أية مواطنة أو مقيمة على أرض هذا البلد المبارك.
تعاون
من جانبها أوضحت الأستاذة (أسماء جويلي) إلى أن الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان هو مؤسسة غير ربحية، تأسست سنة 2011، تعمل من خلال التعاون مع جميع المؤسسات والجهات المعنية على نشر التوعية المناسبة وتنظيم الحملات التثقيفية عن مخاطر الأمراض المزمنة بشكل عام وصحة المرأة والمشاكل الصحية ذات العلاقة بها بشكل خاص، مع توفير كافة الاحتياجات والوسائل التثقيفية المناسبة.
مشيرة في مجمل حديثها إلى أن الحملة استهدفت عددا كبيرا من الطالبات، بالإضافة إلى عدد كبير من الكادر التعليمي بالمؤسسات التعليمية، وتضمنت الحملة مجموعة متنوعة من الأنشطة و الفعاليات، أهمها الورش التثقيفية التي طرحها ممثلو الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان ورؤساء الفرق للحملة ، وتنوعت الأنشطة التي لاقت إقبالاً من الطالبات، تجلى ذلك من خلال طرح أسئلتهن و استفساراتهن حول سرطان عنق الرحم.
عرفان وامتنان
وفي ختام حديتها بمناسبة اختتام الحملة المجتمعية التوعوية الأولى لسرطان عنق الرحم يوم 30 يناير 2020 قالت الأستاذة( أسماء جويلي) موجهة كلامها للجنة المشرفة على الحملة :
– بصفتي مشرف عام الحملة الوطنية الأولى للتوعية بسرطان عنق الرحم، أود أن أكتب هذه الكلمات لمن كان لهم الفضل بعد الله سبحانه في نجاح هذه الحملة والسعي حثيثاً لتحقيق أهدافها، رغم أن العمل كان كبيرا جداً لكنهم استطاعوا القيام بأكثر من واجبهم ( لجنة مشرفة ) على أكمل وجه ولله الحمد والمنة، ولأنه واجب علينا في زحام هذا العمل الجبار أن نبذل فضلاً لا فرضاً الكثير من الشكر والتقدير والامتنان والاحترام على كمية المحبة والسلام والمشاعر الطيبة والابتسامة الرائعة التي تحَّلوا بها رغم ضنك ومشقة العمل، فهم من النبلاء الذين لا يضيع عندهم المعروف، خاصة عندما توقظهم إيماءة الوفاء والشكر لأهل العطاء والفضل، نحسبهم منهم بإذن الله،قال الله تعالى: ( إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا )، وقال عليه الصلاة و السلام : (إنّ حُسنَ العهدِ من الإيمان)، كل قواميس اللغة العربية لن تفيهم حقهم من الشكر والتقدير والثناء على ما قدموه مهنياً وإنسانياً،ولا أملك إلا الدعاء لهم بتمام العافية . ونفوس راضية وصدور من الهموم خالية، وقلوب بحب الله صافية وخلود في جنات قطوفها دانية .
اللهم إني أسألك لهم زيادة في الدين ، وبركة في العمر ، وصحة في الجسم، وسعة في الرزق ، وتوبة قبل الموت وعفواً عند الحساب، وأماناً من العذاب، وأن يحفظهم حفظاً تاماً يليق بعظمته سبحانه وتعالى، تحية احترام وتبجيل للدكتورة (نجاة عمار)، التي تشرفنا بالعمل معها في هذه الحملة ، ومن لا يعرفها يحترم رقيها ووقارها يتشرف أن يكون أحد أصدقائها يفخر بذلك، لأنها وبدون مجاملة إنسانة معطاءة بدون حدود، صافية بدون شوائب، تتسم بالأصل الطيب وقيمة علمية بجدارة حفظها الله وحفظ عائلتها الكريمة، والدكتور أحمد مثالي محمد) مثال للشاب الليبي الأصيل الذي نفتخر به و بتفانيه لأجل الآخرين، بقدرته على خدمة المواطنين غرباً وجنوباً، بالتوعية تارة وبالقوافل الطبية تارة، علَّمنا كيف نعشق هذا الوطن و كيف نصنع الابتسامة بالتعزيز والدعم والإرشاد والرضا والعطاء والتطوع .
وعي مجتمعي
أشارت الأستاذة (فاطمة بوخشيم) عضو هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة الجفارة، ورئيس فريق الحملة بالجفارة، إلى أن الطالبات اللواتي حضرن الحملة لم يعرفن مسبقاً بهذا السرطان، مما يدل على انخفاض مستوى الوعي الاجتماعي بخطورة هذا المرض و بدورنا يجب علينا تثقيف الجميع لخفض نسبة سرطان عنق الرحم من خلال الكشف المبكر له و الحصول على اللقاح.
وأوضحت الأستاذة (فاطمة بوخشيم) أن هذا الحدث كان نتاجا للتدريب الذي تلقته في ورشة العمل التي أقامها الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان، و أكدت أنها شاركت في هذه الحملة و كان الهدف منها أولاً تحسين الصحة العامة في بلادنا عامة ومنطقة جفارة خاصة، وثانيا تطبيق ما تم تعلمه في المساقات .
وأكدت (فاطمة بوخشيم) أن الحملة تم تقييمها من خلال توزيع استبيان على الحضور من طالبات، و على الكادر العلمي من الأساتذة و كانت أبرز النتائج أن الحملة كان لها صدى واضح في توعية الطالبات ورفع مستوى الوعي حول سرطان عنق الرحم.
نبض ليبيا
من الزاوية كانت منظمة نبض ليبيا للطفل والشباب هي المشرف والمنسق العام على فريق الحملة الوطنية للتوعية بسرطان عنق الرحم بمدينة الزاوية بالتعاون مع الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان، وبالتعاون مع المركز الليبي الأجنبي، ومن أبرز فعاليات الحملة التوعوية لسرطان عنق الرحم في مدينة الزاوية أخذ مسحة عنق الرحم، تأكيدا على الحرص الشديد على تحقيق أهداف هذه الحملة، كما بادر الفريق بالكشف المجاني على مدى 3 أيام متتالية لمسحة عنق الرحم،وشمل الكشف (أخذ العينة +قراءتها في مختبر الأنسجة).
وكان اليوم الأول لانطلاقة الحملة في مستشفى الزاوية التعليمي بعيادة قسم النساء والولادة، وتكون الفريق من طبيبات الحملة وطالبات كلية الطب البشري، بحضور رئيس قسم النساء والولادة الدكتور( مصطفى أبو لقمة)، وقدم دعما قويا بتوفير المكان وتجهيز الغرف للكشف.
واختتمت الحملة يوم 30يناير في كل البلديات والمدن المشاركة فيها، التي شارك فيها مختلف الفئات الاجتماعية، والفعاليات المجتمعية بشكل ملحوظ من أطباء ومعلمين وطلبة جامعات ، وأعضاء المجالس البلدية بثقلهم في مناطقهم، وأفراد مهتمين بالعمل الأهلي والتطوعي، وهو ما أعطاها صبغة مجتمعية شبيهة بالحراك الشعبي، وهي ميزة وقيمة مضافة تبشر بنجاح منقطع النظير للحملة التوعوية الأولى لمكافحة سرطان عنق الرحم، للاتحاد الليبي لمكافحة السرطان.