الصباح / وكالات
أطلقت إيران صواريخ على القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق يوم الأربعاء ردا على ضربة أمريكية بطائرة مسيرة استهدفت قائدا عسكريا إيرانيا وأثار قتله المخاوف من نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط.
وقال التلفزيون الإيراني إن إيران أطلقت 15 صاروخا على أهداف أمريكية بالعراق في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء. وقال الجيش الأمريكي إن منشأتين عراقيتين على الأقل تستضيفان قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تعرضتا لهجوم في حوالي الساعة (2230 بتوقيت جرينتش يوم الثلاثاء.
وقال مسؤولون إيرانيون إن طهران لا تريد الحرب وإن الضربات ”أكملت“ ردها على مقتل الجنرال قاسم سليماني يوم الجمعة. وعرض التلفزيون الإيراني لقطات لمشيعين يحتفلون بالهجوم الإيراني، الذي تزامن تقريبا مع الانتهاء من مراسم دفن سليماني.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تدوينة على تويتر إنه يجري تقييم الإصابات والأضرار ولكن ”كل شيء على ما يرام“ وإنه سيلقي بيانا عن الوضع الأربعاء.
وقال التلفزيون الإيراني إن 80 ”إرهابيا أمريكيا“ قُتلوا. وأضاف أن ”أضرارا جسيمة“ لحقت بطائرات هليكوبتر وعتاد عسكري أمريكي. ولم يعرض أدلة تظهر كيف حصل على المعلومات.
وقالت ألمانيا والدنمارك والنرويج وبولندا إنه لا توجد إصابات في صفوف قواتها في العراق. وقال العراق أيضا إنه لا توجد إصابات في صفوف جنوده.
وطالبت إيران الولايات المتحدة بعد الهجمات بسحب قواتها من الشرق الأوسط لتفادي سقوط مزيد من القتلى، وحذرت حلفاء الولايات المتحدة بمن فيهم إسرائيل من السماح بانطلاق هجمات من أراضيها.
ونقل التلفزيون الإيراني عن مسؤول بمكتب الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي قوله إن الهجمات الصاروخية هي السيناريو ”الأضعف“ ضمن العديد من السيناريوهات. ونقل التلفزيون عن مصدر آخر قوله إن إيران أعدت قائمة بمئة هدف محتمل.
وقال التلفزيون الرسمي إن الرئيس حسن روحاني سيلقي كلمة للأمة في وقت لاحق.
وقال جوناثان هوفمان المتحدث البنتاجون في بيان إن القاعدتين المستهدفتين هما قاعدة عين الأسد الجوية وقاعدة أخرى في مدينة أربيل.
وتابع ”نعكف على تقييم الوضع وكيف سيكون ردنا، وسنتخذ كل الخطوات الضرورية لحماية الجنود الأمريكيين والشركاء والحلفاء في المنطقة والدفاع عنهم“.
وقبل ساعات من ذلك، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن على الولايات المتحدة أن تتوقع ردا من إيران على مقتل سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري.
وأضاف في إفادة بمقر وزارة الدفاع الأمريكية ”أعتقد أنه يتعين علينا توقع أنهم سيردون بطريقة أو بأخرى“.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر ”اتخذت إيران واستكملت إجراءات متناسبة في إطار الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة… لا نسعى إلى التصعيد أو الحرب لكن سندافع عن أنفسنا في وجه أي عدوان“.
وإذا لم يتكبد الجيش الأمريكي أي خسائر في الأرواح ولم تتخذ إيران إجراءات أخرى للرد على مقتل سليماني فقد تكون هناك فرصة لواشنطن وطهران للبحث عن مخرج من المواجهة التي تزداد عنفا.
وقلصت أسواق الأسهم الآسيوية، التي تعرضت لاضطرابات بفعل الهجوم، بعض خسائرها بعد تغريدات ترامب وظريف. وتراجعت أسعار الخام الأمريكي أيضا بعد ارتفاعها نحو خمسة في المئة بسبب المخاوف من أن يؤدي أي صراع إلى خفض إمدادات النفط.
وقالت إدارة الطيران الاتحادي الأمريكية إنها ستمنع شركات الطيران المدني الأمريكية من العمل في المجال الجوي للعراق وإيران والخليج وخليج عمان. كما أصدرت شركات طيران وطنية أخرى تحذيرات بشأن التحليق فوق المنطقة.
وحذر الديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي وبعض المتنافسين على خوض انتخابات الرئاسة من الحزب من تصاعد الصراع.
وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي على تويتر ”يجب أن نضمن سلامة أفراد قواتنا المسلحة بما في ذلك إنهاء الاستفزازات التي لا داعي لها من جانب الإدارة والمطالبة بأن تكف إيران عن العنف. أمريكا والعالم لا يستطيعان تحمل مغبة الحرب“.
كان سليماني شخصية محورية في حملة إيرانية طويلة الأمد لطرد القوات الأمريكية من العراق وكان مسؤولا أيضا عن بناء شبكة لطهران من جماعات مسلحة تعمل بالوكالة في أنحاء الشرق الأوسط.
وكان بطلا قوميا لكثير من الإيرانيين، سواء كانوا من المؤيدين لقيادة رجال الدين أم لا، لكن الحكومات الغربية التي تعارض النفوذ الإيراني في المنطقة كانت تنظر إليه على أنه شخص خطير.
وقال مسؤولون أمريكيون إن سليماني قتل بسبب معلومات مخابرات تشير إلى أن قوات تحت قيادته خططت لهجمات على أهداف أمريكية في المنطقة. لكنهم لم يقدموا أدلة على ذلك.
ومر نعش سليماني بمدن عراقية وإيرانية واحتشدت أعداد هائلة من الناس في الشوارع لتشييع الجنازة مرددة هتاف ”الموت لأمريكا“. وذكرت وكالة فارس للأنباء أن دفنه تأجل يوم الثلاثاء بعد مقتل 56 شخصا على الأقل في تدافع.
وبعد ساعة من الهجوم الصاروخي الإيراني عرض التلفزيون الحكومي لقطات لدفن سليماني حيث بدأ مئات الأشخاص يكبرون عندما تم الإعلان عن الضربات عبر مكبرات الصوت.
وقال التلفزيون ”أخذنا بثأره.. الآن يمكنه أن يرقد في سلام“.
وهناك أكثر من 5000 جندي أمريكي في العراق إلى جانب قوات أجنبية أخرى ضمن تحالف قام بتدريب ودعم قوات الأمن العراقية في مواجهة تهديد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
بدورها أعلنت شركة «طيران الإمارات» و»فلاي دبي» للطيران المنخفض التكلفة الأربعاء عن إلغاء رحلاتهما المقررة إلى العاصمة العراقية بغداد «لأسباب تشغيلية» بعد إطلاق إيران صواريخ بالستية على قاعدتين عسكريتين في العراق يتمركز فيهما جنود أميركيون.
وقالت «طيران الإمارات» في بيان أن «تم إلغاء طائرات الإمارات إي كي 943 من دبي إلى بغداد وطائرة إي كي 944 من بغداد إلى دبي في 8 من كانون الثاني/يناير لأسباب تشغيلية».
وأكدت الشركة «نتابع التطورات عن كثب ونحن على تواصل وثيق مع السلطات الحكومية ذات الصلة» مشيرة إلى أنها «سنتخذ المزيد من التعديلات التشغيلية إذا اقتضت الحاجة».
وكانت شركة «طيران الخليج» البحرينية قامت الجمعة بإلغاء رحلاتها من وإلى بغداد ومدينة النجف حتى إشعار آخر.
وكانت الخطوط الجوية الكويتية أعلنت الاثنين عبر تويتر أن رحلاتها إلى مدينة النجف في العراق، وهي الرحلة الوحيدة إلى العراق «موقوفة منذ حوالي أربعة أسابيع بالتنسيق مع السلطات الحكومية المختصة وبناء على معايير سلامة التشغيل وسلامة ركابها».