منصة الصباح

إنتاج المعرفة الصحية

 

العرب والمسلمين سباقون في إنتاج المعرفة بشكل عام والتي تقوم عليها الحضارة الانسانية اليوم ، ولهم تاريخ مشرف في إنتاج المعارف والعلوم الطبية والصحية لقرون عديدة ، والتي تأسست عليها العلوم الطبية الحديثة ،

وللأسف تراجعت المعرفة عند العرب للظروف المعلومة ، ولذلك ندعوا للتنادي بشد الهمم ، وتكثيف الجهود ، ووضع كل الإمكانات البشرية والمادية لإطلاق مبادرة إنتاج المعرفة بشكل عام ، ولأهمية الصحة للحياة الخالية من الأمراض بشتى أنواعها ، والخالية من الإعاقات الجسدية والذهنية والنفسية ، في حاجة ماسة لإنتاج المعرفة الصحية ، وتطويع وتطوير كل الوسائل المتاحة لإكتساب المعلومات والخبرات والمهارات التي تؤدي لإنتاج المعرفة الصحية ، ولتصحيح ما صنعه الإنسان بيئيًا وتكنولوجياً وجعله أكثر قدرة وفاعلية في تعزيز الصحة العامة وتحسينها ، والتنبؤ بالمشاكل الصحية قبل حدوثها وتجنبها ، مما يتطلب من البحاث وأهل العلم ، والممارسين الصحيين ، وصناع القرار وعموم الناس الأهتمام بالعلوم والمعارف المتعلقة بالصحة والرعاية الصحية ، والتركيز على التثقيف الصحي المجتمعي وإتاحة المعلومات الصحية الحقيقية الموثوقة ، والتوسع في التطبيقات والمنصات الموثقة والمعتمدة ، لتمكين قدرة الفرد على معرفة الأمراض وكيفية تجنبها والتعامل معها ، وقراءة وفهم كيفية استخدام معلومات الرعاية الصحية ، والتوسع في البحوث والدراسات العلمية لمعرفة فسيولوجية وبيولوجية الأمراض ، ودقة التشخيص وفعالية وسلامة العلاج ، ودراسة كل ما يؤثر سلبًا وإيجابا على صحة الناس ، وتطوير إستراتيجيات الوقاية من الأمراض والحد من آثارها وتقليل مخاطرها ، وتجنيب الأمراض الوراثية والجينية والنادرة ، والتوسع في استخدامات الذكاء الاصطناعي في التشخيص الدقيق والمبكر ، وتطوير أساليب وطرق وبرتوكولات العلاج ، ودعم الإبتكار والتطور التقني والتكنولوجي للتجهيزات الطبية الحديثة متناهية الصغر سهلة الاستخدام وتتميز بالسرعة والدقة في الإنجاز في التشخيص والعلاج والتأهيل ، والتوسع في علوم طباعة الأعضاء البشرية والتعديات الجينية وهندسة الخلايا ، مع ضرورة التغيير والتطوير في المناهج التعليمية والتدريبية والادلة العلمية والفنية والتشغيلية ، وأساليب وطرق الممارسة المهنية الصحية الصحيحة ، ومعايير الأداء والحوكمة والتقييم ، وتطوير مفاهيم وفلسفة وأليات الرعاية الصحية ، لما يعزز القيم ، ويحقق النتائج المرجوة ، والعدالة والأنصاف ، والجودة العالية ، والسلامة والأمان ، وللمعرفة الصحية ضرورة في رسم السياسات الصحية ، والتشريعات والقوانين ، والنظم التشغيلية والرقابية والتمويلية ، وكل ما يعزز النظم الصحية ويجعلها قوية وفاعلة ، ولهذا نود من العلماء والبحاث والجامعات ومراكز البحوث والدراسات العلمية والمختصين والمهتمين الاهتمام بإنتاج المعرفة الصحية ، واعطائها الأولوية لأهميتها القصوى ، وللتاريخ العربي والإسلامي العريق في إنتاج المعرفة نرجوا ان يتم الاهتمام بإعادة أمجاد جامعة القرويين بالمغرب ، وجامعة الزيتونة بتونس ، والأزهر الشريف بالكنانة أرض العلم والثقافة والمعرفة ، وأن يتبنى صناع القرار مبادرة إنتاج المعرفة الصحية والعمل على تنفيذها ، لضمان تحسين الرعاية الصحية ، والرفع من مستوى الصحة العامة.

*الصحة حق والمعرفة ضمانها* .

د.علي المبروك أبوقرين

شاهد أيضاً

د. مجدي الشارف الشبعاني

ليبيا والشفافية المفقودة… هل يكون راتبك لحظي البداية؟

د. مجدي الشبعاني لم يكن برنامج “راتبك لحظي” مجرد تحديث تقني أو أداة لمكافحة الفساد …