بقلم / محمود السوكني
ذات لحظة موجعة إستقبل بريدي الالكتروني رسالة من كاتبنا الكبير الأستاذ “كامل عراب” يشكو فيها الإهمال الذي يلقاه من المسئولين حيال حالته الصحيّة المتدهورة ويستغيث طالباً سرعة علاجه كأي مواطن له حق الرعاية على دولته المتخمة بالنفط الغارقة في خيرات الأرض.
لم يقل أنه واحد من المبدعين القلائل في هذا البلد الذي يستحق أن توليه الدولة كامل عنايتها ..
لم يقل أن تاريخه الإذاعي الطويل وإنتاجه الأدبي الغزير يعطيه الحق في أن ترعاه الدولة دون إستجداء . .
لم يقل ذلك لكنه فارقنا باكياً
وفي القلب غصّه وفي مآقينا حزن ولم يتبدل الحال مع غيره من المبدعين الذين لحقوا به كما الذين سبقوهم إلى الدار الأخرة دون أن يرف لمسئول جفن رغم صيحات الإستنكار وعويل المنتحبين !
نحن لا نلوم الدولة على رحيل مبدعينا فالموت قدر محتوم لا نملك أن نتنصل منه أو نهرب من قضائه ، لكن للمبدع حق الرعاية التي تليق بما اعطانا من عصارة فكره وما اهداه لنا من جميل إبداعه وروائع فنونه على إختلاف مساربها .
إنني أدعو إلى إنشاء صندوق مستقل لرعاية المبدعين يساهم فيه المبدعون أنفسهم ومن يحفل بانتاجهم من المواطنين الميسورين كالتجار ورجال الاعمال وما تتكرم به الدولة من هبات ، يقوم على إدارته والإشراف على شئونه من يثق ذوي الإختصاص في نزاهته ونظافة يده وحسن تدبيره . على المبدعين ممن هم في اوج عطائهم أن يسارعوا بالمساهمة في هذا الصندوق فقد يلجأون إليه يوماً عوضاً عن إراقة ماء وجوههم ، وعلى الخيرين من أبناء الوطن ممن تيسرت لهم الأحوال واطربهم صوت فنان أو أعجبهم رأي كاتب وانتشوا يوماً لمنتج إبداعي على أي نحو أن يجودوا ببعض المال دعماً لهذا الصندوق وحماية لمنابع الإبداع . كلنا يعلم السخاء المادي -ولا حسد- الذي يتدفق على لاعبي كرة القدم عند الفوز من المشجعين الكرماء فهل يطمع من يغذي عقولنا ويبهج جوارحنا ويشكل وجداننا في بعض هذا السخاء ؟
محمود السوكني