كتبت /آمنة ارحومة
جاء يوم المقابلة الشرعية وفيما أنا أحاول الدخول للصالة الخاصة بالرجال (المربوعة) وأنا خجلة لأول مرة من عشرين سنة لم أشعر بهذا الشعور وفي داخلي أريد التحقق من الخاطب هل هو نفسه الذي كنت أكلمه أم لا؟، وأخواتي وبناتهن يدعون بصدق ومنهن من تبكي، دخلت وسلمت عليه وما أن نظرت إليه حتى أدركت أني في مشكلة كبيرة، وبالمثل رد السلام ونظر لي واستغرب وابتسم وظللنا على تلك الحال لدقائق ولكن بادرته بالحديث (شن أدير هني) فقال لي (جيت بنشوف البنت اللي اختارتها ليا أمي) فصمت لبرهة ثم بدأت أتحدث معه، لكي لا يعلم أحد من أسرتي أني أعرفه وبعد الانتهاء من المقابلة بدأ الشك يأخذ مأخذ من قلبي وأنا أقول في نفسي (شن جابه شن هو اللي مكلمهم عليا) ؟ بقيت على هذه الحال حتى صباح اليوم التالي، حين رن هاتفي فوجدته هو من يتصل .. لم أتمالك نفسي وعلى الفور من دون تفكير قلت له (ليك أكثر من أسبوعين ما اتصلت.. ليش أدير هكي وعلاش ما كلمتنيش إنك بتجيب اماليك) ؟ فما سمعت منه إلا صوت ضحكاته حتى أنه من كثرة الضحك أصابته شرقة أغلق على إثرها الهاتف.
ـ فزاد شكي وقلت (ما هو كشفتك) وبعد ربع ساعة عاد واتصل وما أن رددت عليه حتى قال لي بصوتٍ عالٍ (استنى يا بنت الناس شن هو اللي متكلم عليك اني ما عندي علم بأن البنت هي انتي) فقلت له (باهي ليش جو للحوشنا حنى بالذات)، فرد علَّي (اسألي أختي وهي تقولك اني ما عندي علم بشئ والموضوع لازال كلام وبس لو ما تبيش على راحتك) فقلت له (شكرا على تفهمك) وبعد أن أغلقت الهاتف بلحظات صغرت بيا الدنيا وبدأت نفسي توسوس لي (خيرني شن صارلي وعلاش درت هكي) ؟ لم أستطع حتى أن أعطى حصة في ذلك اليوم فأخذت إجازة وخرجت بسيارتي من المدرسة، وأنا أجوب الطرقات وفكري كله مشغولاً بما حدث.. وبعد فترة من الزمن عدت للبيت ودخلت غرفتي وبالي لايزال مشغولاً بنفس الموضوع. ـ وبعد مرور يومين جاءتني أختي لتسألني عن رأيي في الموضوع فقلت لها دون تردد (أعتذر منهم وقوليلهم إن شاء الله تلقوا البنت اللي تبوها زوجة لخوكم) فقلبت أختي البيت بالصراخ فقلت لها (شن تخوفي فيا بعياطك) ؟ فردت (شن بتحشميني قدام الناس) ؟ فأجبتها (نبي نفهم هو انتي اللي بتتزوجي وإلا اني) ؟ فنظرت لي وهي تبربر (نبي نفهم شن هو اللي مش عاجبك راجل مصنع مّنع بخدمته وفلوسه وعايش في الخارج بروحه وسنه مناسب ليك) ؟ فقلت لها ( شن انتي بتعيشي معاه وإلا اني ، اني ما نبيش نتزوج باب الزواج سكرته) تعصبت وتركت الغرفة ونزلت تشكو لأمي و أخي الذي قام من فوره بالاتصال بإخوتي الذين حضروا مسرعين للبيت.
ـ نادتني أختي (تعالي خوك الكبير يبيك) فنزلت إليه في الصالة فقال لي (ليش ما تبيش تتزوجي شن شفتي منه الراجل) ؟ فقلت له (اني ما نعرفه باش نحكم علىه و مبدأ الزواج اني رافضته عشت حياتي وخلاص ونبي نكملها بلا زواج) فرد علي أخي ( يا بنتي ما في حد دايم لحد وكلنا مش دائمين لبعض اما خير تلقى سند معاك وإلا تقعدي بروحك طول عمرك) ؟ صمت لدقائق ثم قلت له والدموع تنهمر من عيناي ( الناس شن بتقول عليا كبرت هبلت وتبي تتزوج) فقال لي أخي بصوتٍ عالٍ (مالك ومال الناس غير هما مدورينا طز فيهم)