أدب السيرة الذاتية في ليبيا.
أقيمت مساء اليوم الإثنين في بيت محمود بي بالمدينة القديمة طرابلس ندوة حوارية بعنوان أدب السيرة الذاتية في ليبيا بتقديم الباحثة أمل بن ساسي وبمساهمة الشاعر والباحث خالد درويش والشاعر والناقد الدكتور عبد الحفيظ العابد بحيث استهل درويش كلمته موضحا بأن كتابة السيرة الذاتية في ليبيا باتت نادرة و في المقابل لدينا زخم كبير من كتّاب السيرة الذاتية واستطررد درويش: لطالما أعرب النقاد والمتابعين للحركة الأدبية الليبية عن شكواهم واستغرابهم حول مرور مايزيد عن ثلاثة عقود افتقرت للكثير من الكتابات الأدبية الجاد وإن بدايات السيرة الذاتية ونشأتها هي جزء من أسئلة دارت في ذهن الناقد المعروف سليمان كشلاف ولازالت تحاصرنا كأدباء وكتاب ونقاد وباحثين ففي مقالته المنشورة بمجلة الفصول الأربعة يطرح كشلاف تساؤلاته عن قلة أو ندرة توفر السير الذاتية وعن أين هم كتبة المذكرات السياسية باعتبار أن المحصلة تكاد تكون معدومة فالسيرة الذاتية فن شأنه شأن باقي الفنون الأدبية الأخرى يحتاج لتربة خصبة لنمو نماذج ناضجة من هذا اللون الأدبي.
بينما سمى الشاعر والناقد عبد الحفيظ العابد بورقة له مصطلح السيرة الذاتية بالفوضى لافتا فيها إلى تداخل أشياء أخرى مثل المذكرات والاعتراف واليوميات والتاريخ، داعيا الى ضرورة وجود بعض الضوابط والشروط لكي تصنف كتابة ما على أنها سيرة ذاتية، وأبان العابد إلى أن الكاتب المتخصص في السيرة الذاتية الفرنسي فيليب لوجون يوجب بعض الشروط منها أن يكون السرد استيعابيا أو استرجاعيا بعبارة أدق يعتمد على الذاكرة، وأضاف العابد : إننا عبر هذا المدخل يمكننا التمييز والتفريق بين السيرة الذاتية والمذكرات فالسيرة الذاتية تنهض على السرد الاستراجعي، وحسب العابد هذه المسألة مهمة جدا فالذاكرة تتعرض دائما للنسيان والاسقاط وما نحوها، أما المذكرات فهي تكتب من خلال توثيق المشاهدات بالإضافة لشرط التطابق بين شخصية المؤلف والسارد والشخصية، وأن مثل هذه الضوابط قابلة للتغير لكنها شرط أساسي لكتابة السيرة الذاتية من هذا المنطلق، والمنظور الاستراجعي يحيل غالبا على مرحلة الطفولة عندما تكون الطفولة هي بؤرة السيرة الذاتية.