تحتاج كل أم من حينٍ لآخر إلى وقت خاص بها بعيدًا عن الأطفال والضوضاء، وتعلق الطفل الشديد من المشكلات التي تواجهها معظم الأمهات، وخاصةً مع الطفل الوحيد، وهو ما قد يسبب لها العصبية الشديدة والتوتر بسبب عدم قدرتها على إنجاز مهامها اليومية نتيجة التصاق الطفل بها طوال اليوم.
متى يبدأ تعلق الطفل بأمه؟
يبدأ تعلق الطفل بأمه من اللحظة الأولى للولادة من خلال تمييز رائحتها وإيقاع نبضات القلب، ثم مع تطور حواسه يستطيع تمييز صوتها وملامحها جيدًا. وتعلق الطفل بأمه أمرًا طبيعيًا كما سبق الذكر، وعلى الأم في هذه المرحلة احتواء الطفل والاهتمام به، ومع نمو الطفل تزداد علامات تعلقه بأمه فهو دائم النظر لها، ودائمًا ما يحبو في اتجاهها أو يبكي عند ابتعادها عنه. ويؤكد خبراء الصحة النفسية أن من عمر العامين يُبدي الطفل مؤشرات للاستقلال عن أمه، ومحاولة استكشاف العالم الخارجي، أما لو رفض الطفل في هذه المرحلة العمرية الخروج من دائرة أمه وزاد التعلق بالأم إلى الحد الذي يعيقها عن ممارسة حياتها بشكل عادي والقيام بالمهام اليومية، وكذلك جعل الطفل رافضًا للاختلاط، هنا يجب على الأم التعامل بحذر وبخطوات تربوية سليمة حتى تعادل مشاعر التعلق المفرط لدى الطفل.
عدم التجاهل أو اتباع أسلوب العقاب
مواجهة الارتباط الشديد بكِ بالعصبية والصراخ، وأحيانًا التجاهل لن يؤدي إلى تعديل السلوك، بل سيزيد من تعلّق صغيرك بكِ خوفًا من فقدانك، فما سيشعر به صغيرك عند تجاهله أو تركه فجأة هو رسالة صريحة بأنكِ لم تعودي مهتمة به أو تحبينه كالسابق، وتلك المشاعر السلبية لن يستطيع طفلك الشعور بغيرها في هذه السن. لذا من المهم الانتباه لما يشعر به صغيرك وعدم تجاهله، وحاولي طمأنته على قدر الإمكان والتحدث معه بلغة بسيطة يستطيع فهمها، بأنكِ لن تتركيه وأن انشغالك عنه في غرفة أخرى أو بالمطبخ أو حتى ذهابه للحضانة هو انفصال مؤقت، وأنكما ستقضيان بعض الوقت معًا بعد أن تنتهي من هذه المهام.
زيادة ثقة الطفل بنفسه
عندما يستطيع الطفل فعل أشياء مختلفة بنفسه، فإن ذلك يساعده على التكيف مع البيئات المختلفة في وقت أقل دون شعور بالخوف وعدم الأمان. مع بلوغ صغيرك العامين حاولي إسناد بعض المهام له، وأخبريه بأنكِ تثقين في أنه سيتمها على الوجه الأكمل، مثل مساعدتك في الطبخ والتنظيف وترتيب الألعاب وغيرها من المهام اليومية البسيطة. هذه الطريقة تعزز ثقة الطفل بنفسه وتعلّمه الاعتماد على نفسه في حالة عدم وجودك، بعدها يقل خوفه من الوجود في أي مكان لا تكونين فيه .
زيادة الأنشطة الاجتماعية
التجمع مع الأصدقاء والأهل والخروج في أماكن عامة مع أشخاص مختلفة، يُعزز لدى طفلك شعور الأمان والقدرة على التكيف مع أشخاص غيرك، ويجعله شخصًا اجتماعيًا لا يخاف من الاختلاط ولا يخشى الغياب عنكِ، وهذا يسهّل عليكِ تركه فيما بعد دون نوبات صراخ ومشاعر الخوف من الناس. لذا احرصي على الخروج بصغيرك من وقت لآخر ليجد فرصة للاختلاط، ويمكنكِ إلحاقه بأحد الأنشطة الرياضية الجماعية المناسبة لعمره.