د ابوالقاسم عمر صميدة
الناس تهتم بالحقيقة ، ولا تنظر للكلمات الجوفاء الخالية من المضمون والصدق ، ولأننا فى أيام التنافس الانتخابى وبوابته الكلام ، فإننا أمام مشهد بطله الكلام والوعود والعبارات الطنانه ، وسيمتطى الطامحون للرآسة عباءة عدالة الصحابى الجليل عمر ابن الخطاب ، ونزاهة غاندى وثورية تشى جيفارا وتسامح نيلسون مانديلا وحكمة لقمان وسيظهر علينا ” أبطال ” لولاهم لماتت ليبيا قبل ان يولدوا ! ولأصبحت الكرة الأرضية خراب لولاهم ، هكذا هى لحظة الانتخاب ، فالجميع يلملم ماعنده وما حوله من اجل صناعة منتج كلامى كالذى وعد بتوزيع ” الخبز على الليبيين فى سيارات مرشيدس” او كالذى سيجعل من ليبيا ليس ” دبى ، بل سنغافورة” ، انها مسابقة للتزييف والخداع والجميع يعرف ذلك ، والغريب ان البعض جاء ممتطياً إرث انتهى وغيره جاء مموهاً وكأنه قد صّدق بأنه رئيس والآخر حمل ” خطبة جمعه ” وجاء بها خطأ الى مكتب المفوضية المرتبكة والغارقة فى الفوضى ، وهكذا نحن أمام مشهد ممسرح سينجح فيه من يملك مخرجاً محترفاً وفريق عمل جيوبه ممتلئة بأموال كثيرة مجهولة المصدر ، وحتى لا نعمم على المتنافسين على الحمم فبكل صدق فيهم رجال طيبون ووطنيون ويملكون مؤهلات وخبرة تؤهلهم ليكونوا رؤساء ، فهؤلاء نتمنى لهم كل التوفيق سواء كانوا أكادميون او إداريون او خبراء فى الاقتصاد ومعالجة الازمات وهو ما تحتاجه ليبيا اليوم ، فهى ليست بحاجة لأشخاص جدليون اختلف عليهم الشعب ، وليست فى حاجة لأشخاص اثبتوا قسوة ووحشية وتورطوا فى خصومات مريرة نتج عنها الأذى لأشخاص آخرين أبرياء ، إننا فى الوقت الذى نتمنى فيه ان تتم الانتخابات بسلاسة وبحرية تامة بعيداً عن التهديد والوعيد ولغة السوقية المتعجرفة فإننا نتمنى ان يحكم ليبيا رجل وطنى قوى الإرادة له رؤية فى إدارة البلاد ويستطيع احتواء الجميع ويرى فى كل بيت ليبى انه بيته وكل اسرة هى أهله وكل مدينة او قرية هى عاصمته بعيداً عن الاقصاء والتهميش والتغييب والتعطش للسلطة المطلقة ، لقد ناضل وانتظر الليبيون هذه الأيام وهم يأملون خيراً فلا تفسدوا ذلك بسوء الاختيار والعصبية والبيع والشراء او بالتهديد والتخويف ، فليبيا وشعبها تستحق كل خير وتستحق مستقبل بلا عنف ولا ارهاب ولا اقصاء لأحد ، ولا يمكن ان يحدث ذلك الا اذا احسنا الاختيار .