ترجمة : مأمون الزائدي
هذه الليلة ذهبت إلى الفراش دون تناول الطعام، وكنت وقحا مع أمي. كنت غاضبا لأنني لم ادخل ابداً المبغى في أنغول، كنت فقط في المستشفى هناك. ما أغضبني أني لم أجد شيئا لأقوله لغوتيريز. أنا أيضا أرغب بمعرفة أسعار البنات.
أستمع إلى الراديو، لبث خاص مع لوتشو غاتيكا ذ لوس بيريغرينوس. ولبوليرو يدعى « Amore,amore,que malo eres» -»حب، يا حب، أنت شرير جدا» -بكل غضب، عزفتها الفرقة ثلاث مرات. وقد صوت المشجعين المتصلين براديو سورينا على اعتبارها لحن الأسبوع. أحببت الجزء الذي يقول، «الأبراج الشامخة التي انتصبت عالية جداً تنهار في ذل «. تلك الكلمات تتحدث إلى قلبي. ذات يوم من الأيام، أختا غوتييريز الصغير اللتان تصنعان تعابير ساخرة في وجهي ستسقطان في الوحل، وسوف أشاهدهما من علٍ.
2
على الرغم من حلول الليل فعلاً، لا زالت بحاجة الى تحضير حصتي يوم الاثنين -في التاريخ، كان من المفترض أن أغطي موضوعا كبيرا جدا، ألا وهو الحرب الأهلية الإسبانية ومقتل فيديريكو غارسيا لوركا -نهضت عن الشراشف الخشنة التي تغسلها ماما حتى تصير طاهرة تلك التي يغضنها الطقس ويبردها حتى تجعلني أرتعش.
توجهت الى الطاحونة.
تظاهر كريستيان بعدم تفاجأه لرؤيتي وسأل إن كان لدي سجائر. قدمت له واحدة، وفي المقابل أزال فلينة زجاجة من النبيذ الأحمر. وملأ كأسي حليب تحملان ربع لتر لكل منهما وأوعز لي بشرب كأسي في نفس واحدة. حالما فرغت الكؤوس، أحسست أنى صاروخ يستكشف ظلام الفضاء.
وفقا للطحان، نحن أبطال، أنا وهو. الحقيقة البسيطة لكوننا لم نغادر القرية هي شيء ملحمي.
« أنا أعطي الخبز للأطفال، وأنت توفر لهم التعليم»، يقول لي، ويبصق بعض التبغ على مريوله « العالم لم يصنع للقرى الصغيرة. ولكن وجودنا يجعلها كبيرة. ذات يوم من هذه الأيام، سيقوم مسؤول حكومي رفيع بمنحنا تشريفاً سيكون هناك سرادق في الساحة يحمل اسمك كان والدك رجلا متحضراً، وكباريسي، لابد إن يكون قد أحبك حقا ليقبل بدفن نفسه في هذا المكان لخمسة سنوات. قضينا ساعات طويلة نلعب الورق معا «.
«هل سبق لك أن دخلت بيت الدعارة في أنغول، يا كريستيان؟» أطلقت السؤال في وجهه بشكل متهور، وثمل، وغبي.
ملأ كأسه بالنبيذ. غطيت كأسي مثل تابوت كي لا يسكب لي المزيد.
بلفتة من المفترض أن تكون مهيبة، نهضت على قدمي وانا أنظر إلى السماء المرصعة بالنجوم. يلف عقلي أسرع وأبعد من الكون.
«غدا السبت، يا جاك. أنت لا تعطي حصصاً، وأنا لا اصنع خبزا. القطار إلى أنغول يذهب ظهرا. ولكن العمل لا يبدأ حتى حلول الظلام «.
«لا يهم»، قلت تحت وابل من النيازك. «إذا ذهبنا أثناء النهار، سيكون لدى الوقت لشراء هدية عيد ميلاد لغوتيريز».
«شقيق الأخوات الصغير؟»
« يقيم حفل عيد ميلاد يوم الجمعة المقبل. أخواته تنظران الي وتضحكان عندما نكون في الساحة «.
«الأصغر فيهما تميل إليك.»
« تميل لي؟ كيف يمكن أن يكون ذلك، يا كريستيان؟
« كلتهما مهتمتان بالرجال ا لفرنسيين».
«لكني تشيلي، وفقير مع ذلك.»
«لكنك شاب ولديك مهنة، لم تهيأ لحلب الأبقار. ذات يوم سترسلك وزارة التعليم الى أنغول. أو حتى إلى سانتياغو «.
«يزعجني أن أسمعك تقول ذلك.»
«لماذا؟»
«إذا ذهبنا الى العاهرات اليوم ثم حصلت على وظيفة في مدرسة أخرى وأعلن شخص ما انه رآني في ذلك البيت، ماذا سيحدث لمسيرتي المهنية؟»
«إن مدير المدرسة الثانوية يزور الفتيات أيضا.»
«لا تقل لي ذلك!»
«مهما كان ما تقوم به، سيكون هناك دائما من يحاول فرض قيوده عليك. فلا تبحث عنهم لوحدك. ما الذي ترغب في إعطائه لغوتيريز؟ «
«زوجا من قفازات الملاكمة. رأيته يمارس الملاكمة خفية في ملعب كرة السلة «.
«عمره خمسة عشر عاما فقط وبدأ يحصل على شارب».
« الولد سر أبيه هل سمعت شيئا من والدي؟ «
«لا شيء يا بني «.
«قلت هذا بشكل مضحك. هل هو ميت؟»
« كلا لم يمت».
«حسنا، قلت إنك لم تسمع عنه، لذا كيف يمكنك أن تعرف انه لم يمت؟»
سكب كريستيان لنفسه كأسا آخر من النبيذ وأفرغ الزجاجة.
رقدت على الأرض.
«ماذا حصل لك، يا صديقي؟»
« لقد ثملت.»
«لا بأس. لا داعي للدراماتيكية. ما الذي يزعجك؟»
«أخت غوتييريز.»
«الأصغر سنا أو الكبيرة؟»
«الأصغر، يا كريستيان. النهدين الذين لها، تجعلاني ارغب في عصرهما
حتى تثب حلمتاهما اللتان مثل العنب. أسنانها تضيء في الليل. أتخيل نفسي أعض شفتيها، ثم تداعبني … «
«كيف؟»
لا أريد الإجابة. أنا واقف في هذا الكون انتصب كعمود وحيد. أنا كلب يصفعه ضوء القمر. لماذا تركتنا يا والدي؟
«الفتاة الشابة خيار جيد. أما الكبيرة …
«ماذا عنها، يا كريستيان؟ ماذا عن الكبيرة؟ «
«انها ناضجة جدا. قد تسبب لك المشاكل «.
«أية مشاكل؟»
«سأجلب زجاجة أخرى.»
«أجب على سؤالي أولا».
«أشياء غريبة تحصل في حياة تلك الفتاة. هل تذكر عندما ذهبت بعيدا في عطلة في يناير كانون الثاني ولم تعد حتى أغسطس آب؟ «
«ماذا تقول؟»
«لا شي. أنا فقط أجد ذلك غريبا، هذا كل شيء».
«أنا غادرت القرية أيضا. ذهبت إلى الكلية في سانتياغو ».
«صحيح، أنت قضيت عامين. وهي قضت تسعة أشهر «.
«وخلال ذلك الوقت اعتادت الصغيرة التجول في الساحة مع رجل إطفاء، متعلقة بذراعه».
«وبعدها، كليهما في وقت واحد، أخذتا تخففان من ملابسهما. كان ذلك كما لو أنهما ليستا من هنا بعد الآن ألم تلاحظ ذلك أبداً؟ «
«تلك الفتاة تزعجني. إذا ذهبت الى الحفلة يوم الجمعة ورقصت معها، فربما أقول لها أني أحبها «.
أخذ كريستيان سيجارتين من علبتي ووضع واحدة في فمي. وأشعلهما من نفس عود الثقاب.
«رحلتنا إلى أنغول سوف تساعدك على تجنب القيام بذلك».
«على أي حال، ليس لدي الكثير من المال. يمكنني بالكاد تحمل تكلفة السجائر «.
«سوف أدفع للفتيات. يمكنك تعويضي في وقت لاحق «.
«حسنا، كريستيان. سأشتري تذاكر القطار «.
حدقت في القمر. وشعرت إني أتدحرج على الأرض.