«مشكلة العلاج بالخارج»
د. أبوالقاسم عمر صميده.
منذ سنوات أصبح سفر المواطن الليبي إلى دول الجوار للعلاج أمراً طبيعياً واعتيادياً، حتى أن البعض يذهب إلى مصحات دول الجوار كتونس أو مصر لأبسط عارض مرضي، وللأسف الشديد فقد تسبب ذلك فى إهدار وقت وأموال وجهد الكثير من الناس، فالمريض يحتاج لمرافقين وهؤلاء يحتاجون إلى إقامة وأكل ومصاريف كثيرة، يتحملها المريض وأسرته، وفى بعض الأحيان تتكفل الدولة بعلاج المحظوظين وأصحاب العلاقات والمصابين ببعض الأمراض الخطيرة كالأورام.
ونسأل الله العلى القدير أن يشفي مرضانا وجرحانا ومصابينا – إنه على كل شىء قدير ، ولعل من أهم أسباب اتجاه المواطن الليبي للعلاج في الخارج، قلة الثقة فى الطبيب الليبي وانعدام الرعاية الصحية ونقصد بها ضعف عناصر التمريض، وهكذا ترسخ فى ذهن الشارع الليبي أمران، هما قلة الثقة فى الطبيب الليبي والتقليل من شأن الخدمات التمريضية فى المرافق الصحية الليبية.
والحقيقة التى يجب أن نذكرها هنا هى أننا فى ليبيا ورغم الأقوال بافتقارنا للأطباء المتميزين، إلا أن الحقيقة هى أننا فى ليبيا لدينا أطباء مهرة ورائعون، ولدينا خبراء فى أغلب مجالات الطب وصنوف الأمراض، كما أننا وخصوصًا في العيادات الخاصة والمراكز الطبية، التي تملك أطقم تمريض جيدة وعلى مستوى متميز من الخبرة والمعاملة ، فما يُقال حول رداءة التمريض والطب فى ليبيا ليس حقيقيًا.. صحيح أن هناك عدم توفر للعناصر الطبية الجيدة وندرة للممرضين المؤهلين فى المستشفيات العامة، لكن ذلك لا يلغي حقيقة وجود أطباء اختصاصيين وأطقم طبية من الممرضين والممرضات، ممن يسهرون على خدمة المرضى ويقدمون جهودًا كبيرة لخدمة نزلاء المستشفيات والمصحات، لهذا علينا أن نزرع الثقة في الطبيب الليبي ونعطيه حقه المعنوي والمادي وأن نقدر الممرض الليبي ونثني على خدماته وجهده ، ونتمنى للمرضى الشفاء وللأصحاء دوام الصحة والعافية، بقى أن أشير إلى أن الطبيب الجيد هو من حسن حظ المريض والممرض الجيد من حسن حظ أهل المريض لأنهم لن يقلقوا عليه فهو فى أيد أمينة حريصة على المريض، اللهم احفظنا من المرض واحفظ بلادنا من كل سوء.