لليوم الثاني.. طوفان الأقصى ممتد والدعم مستمر
هدى الغيطاني
لليوم الثاني على التوالي تتواصل عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها قوات المقاومة الفلسطينية ردا على الانتهاكات المتواصلة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي أعلنت الحرب وأطلقت عملية “السيوف الحديدية”.
وعلى الرغم من احترام قوات المقاومة الفلسطينية للأطفال والنساء أثناء دخولهم للمستوطنات الإسرائيلية، إلا أن الاحتلال الصهيوني لم يضع أي اعتبارات إنسانية في محاولة صد الهجوم الفلسطيني المفاجئ.
شهداء فلسطين وقتلى إسرائيل
قوات الاحتلال الإسرائيلي تسببت في وقوع أكثر من 313 شهيدا، وإصابة 1990 جريحا بينهم 121 طفلا خلال 24 ساعة فقط، إضافة إلى الدمار الكبير الذي لحق بالأبراج السكنية والشقق وممتلكات المواطنين.
في المقابل كشفت وزارة الصحة الإسرائيلية إنه تم نقل 1864 مصابًا إلى المستشفيات حتى صباح اليوم الأحد، منهم 19 شخصا حالتهم حرجة و326 إصاباتهم خطيرة، فيما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاغاري في مؤتمر صحفي اليوم الأحد أن عدد قتلاهم وصل إلى 350 شخص، مؤكدا أن الأولويات الآن هي إنهاء القتال في البلدات الإسرائيلية، والسيطرة على الخروقات في السياج الذي يفصل بين غزة وإسرائيل.
وعلى الرغم من محاولات الرد والدفاع التي توجهها إسرائيل لرجال المقاومة ولقطاع غزة بشكل عام إلا أن رجال المقاومة لازالوا يسيطرون على العديد من المستوطنات الإسرائيلية، حيث أعلنت حماس أن مقاتلوها لا زالوا موجودين في مدن بجنوب إسرائيل وتحديدا في أوفاكيم وسديروت وياد مردخاي وكفار عزة وبئيري وياتيد وكيسوفيم.
قلق إسرائيلي من المقاومة
وخوفا من الهجمات الفلسطينية أعلن الجيش الإسرائيلي إخلاء المستوطنات الاسرائيلية في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، حيث مسؤول في الجيش الإسرائيلي ريتشادر هيخت اليوم الأحد أنه تم نقل الآلاف إلى أماكن أخرى في إسرائيل، مضيفا أن المنطقة الواقعة حول القطاع الساحلي “منطقة محظورة”، حيث أن الجيش مازال يبحث عن مهاجمين محتملين في 8 نقاط بجنوب إسرائيل.
فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم اختراق الحاجز إلى قطاع غزة من 29 نقطة، حيث أشار مسؤول في الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، إن “عدة مئات”، وربما ما يصل إلى 1000 من مقاتلي حماس، شاركوا في هجمات السبت المفاجئة.
إخفاق استخباراتي
واعتبر الكثيرون أن هذا الهجوم المباغت للقوات الأمن الإسرائيلية، أحد أسوأ الإخفاقات الاستخباراتية في تاريخ البلاد منذ هجوم 1973 الذي شنته مصر، كما أنه يمثل صدمة في دولة تفتخر باختراقها المكثف ومراقبتها للجماعات المسلحة.
كما وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على اتخاذ خطوات لتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس والجهاد الإسلامي “لسنوات عديدة” بما يشمل قطع إمدادات الكهرباء والوقود ودخول البضائع إلى غزة.
وفي سعي لإرهاب وتخويف المقاتلين الفلسطينيين حثت القوات الإسرائيلية المدنيين في غزة على مغادرة مناطقهم السكنية على الفور حفاظًا على سلامتهم مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف حركة حماس في أعقاب الهجمات المفاجئة.
يأتي ذلك على الرغم من أن ما يقرب من مليوني شخص يعيشون في مساحة 140 ميلاً مربعاً بغزة، ما يجعل المنطقة مكتظة بالسكان، إضافة إلى أنها تعد معزولة إلى حد كبير عن بقية العالم بسبب الحصار الإسرائيلي البري والبحري والجوي المفروض عليها منذ عام 2007 في حين تسيطر مصر على معبر رفح الحدودي الجنوبي بالقطاع.
الهجوم ممتد
في المقابل وردا على هذه التهديدات قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن الهجوم بدأ في غزة وسيمتد إلى الضفة الغربية والقدس.
من جانب آخر وفي سبيل توسعة نطاق الصراع اليوم الأحد شنت جماعة حزب الله اللبنانية هجوما بالصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية على ثلاثة مواقع بمنطقة مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 ويطالب لبنان بها باعتبارها قطعة من أراضيه. وقال حزب الله إن القصف الذي شمل “موقع الرادار” يأتي “تضامنا” مع الشعب الفلسطيني.
وعلى الصعيد الشعبي خرجت احتجاجات دعما لحماس في أنحاء دول الشرق الأوسط أُحرقت فيها أعلام للولايات المتحدة وإسرائيل ولوح فيها مشاركون بأعلام فلسطينية في العراق ولبنان وسوريا واليمن.