منصة الصباح

درنة في عيون الغير

درنة في عيون الغير

د.علي المبروك ابوقرين

أسس السفير العراقي ومندوب العراق لدى الجامعة العربية الاستاذ قيس العزاوي وهو مثقف وكاتب معروف ومعه المرحوم الأستاذ الدكتور يحى الجمل والفنان نصير شمة ونخبة من الأدباء والكتاب العرب المنتدى الثقافي العربي بالقاهرة ، وفي احدى الأمسيات الثقافية القاهرية ، كان من الحضور ضيف عراقي أستاذ جامعي وكاتب وأديب معروف ، حين علم اني ليبي ، وقف وقال بعد تعرض العراق للحرب والاحتلال هاجر كغيره من عشرات الالاف من الخبراء والأساتذة والأدباء ، وتقدم للعمل بليبيا وتمت الموافقة ، ولكن أحيل للعمل أستاذ بجامعة درنة ، ولم يكن راغب في البداية عندما علم أنها مدينة في أقصى الشرق الليبي وليست طرابلس أو بنغازي ، ونظرًا للظروف وافق مرغم ، وذهب والتحق بالعمل بجامعة درنة ، وقال منذ اليوم الأول أستقبلت بحفاوة وكرم لم أشهده في حياتي ، وأستمر هذا الوضع مع تزايد وثيرة الدعوات لجميع المناسبات ، حتى صرت واحد منهم بفعل مشاعر وقيم ومبادي وأخلاق وكرم أهل درنة ، وأود هنا أن أضيف أني انا أبن العراق ، القادم من بغداد وتاريخها العريق وجامعاتها الكبرى ، ومكتباتها المشهورة ، وأعلامها العظماء في الأدب والفلسفة والثقافة والشعر ، وجدت في درنة ما لم أجده في العراق العريقة ، ولا في غيرها ، وما تعلمته من الدراونة من معارف وثقافات وفنون ، هو زادي المعرفي والثقافي والادبي الذي أحمله الان بكل اعتزاز وفخر ، وقليل أن يقال عنها عاصمة الثقافة والعلوم العربية

إنها مدينة السلام والسكون بحجم حضارة الكون .

مدينة جميلة بعطرها وريحانها وطيبة أهلها ومن اراد ان يتزود بالمعرفة والثقافة يشد رحاله الى درنة
هذه درنة في عيون الغير

اعشقك مدينتا الغالية ، واترحم على فقدنا الغالي الاليم ، ونرجوا أن تنهضي وتضمدي جراحنا التي لن تبرا وتمسحي دموعنا التي لن تكف …….

.*درنة*

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …