حضرت السكاكين والذبائح وأشياء أخرى وغاب العيد
إيناس أحميدة
المكان.. الحي الإسلامي “2 مارس ”
اليوم .. صباح العيد
المشهد … سيارات متراصة على جوانب ومداخل الطرق بشكل عشوائي مسببة ازدحام وفوضى
بشر لا عدد لهم ممتد على طول الطريق وعرضها وخراف هائجة وخانعة ومذبوحة ملقاة على الأرصفة وأمام دكاكين الجزارة او معلقة على سقالات انتشرت على حافة الطريق
جلود ورؤس خراف ملطخة بالدم على كل جانب …
وقائع… شباب بلباس النوم او البحر او سمه ما شئت بشعور مجعدة وشباشب تخرج منها اقدامهم يحاصرون السيارات وهم يحملون سكينا مرددين:” تذبح يا حاج”… وما هي الا لحظات وتطالعك الشاه ملقاة جانبا مكومة رفقة أخريات تم جر الموس على رقابهم بلا قبلة واحد من اليمين والثاني من اليسار وماشي الحال اللي بعده… وسط صياح الشياه الحية المربوطة بلا رحمة أمام
أخواتها اللاتي تم ذبحهن
وفي انتظار الانتهاء من الثلاث او اربع خراف المعلقة للسلخ يقف اصحاب الأضاحي لحراسة خرافهم المذبوحة والملطخة بالدماء السائلة الجميع هائم بشكل تراجيدي
وتبدأ رحلة أخرى من التشويه والقبح مع اشخاص لا علاقة لهم لا بالذبح ولا بالسلخ ولا بالانسانية … شباب سهر الليل وقرر في الصباح جمع المال بأي طريقة ليقف مزاحما الجزارين أمام الدكاكين وفي نواصي الطريق وعلى الرصيف وتحت أسوار المباني في مشهد سريالي تجد نفسك عاجزًا عن وصفه…
سلخ مشوه ويا الأول جاك الثاني … قبل ان يتم فصل الرأس عن الجثة ورمي احشاءها بشكل عبثي وسط ليان او كيس قمامة … “خود ولا لوح” ما فيش تنظيف هنا لعدم وجود مياه ولا صرف صحي ولا اي مقومات تسمح باستخدام المكان للذبح او السلخ … ويزداد المنظر عبث مع تزايد أعداد البشر الذين قرروا ذبح خرافهم خارج البيوت لاسباب لسنا في واردها…
ذبائح محمولة على الأكتاف واليدين وأكياس قمامة يحرص حامليها على التسابق للوصول بها اما لسياراتهم او لأحد الأزقة المؤدية لوسط السوق القديم … حيث يسيطر عدد لا بأس به من التشاديين بشعورهم الملوية وبثياب عسكرية كاكية اللون مع بعض الليبيين والأفارقة من جنسيات أخرى ، ينقضون على المارة لدفعهم على تسليم الأحشاء لهم لتنظيفها وافراغها من الفرت…
وسط مكان قذر لا يصلح حتى زريبة للحيوان مياه ملوثة تملىء الأرضيات وبراميل كبيرة تم قطعها وملئها بالفحم تستخدم لشوي رؤوس الاغنام المقطوعة .. وأحواض بلاستيكية تلونت فيها المياه بلون أخضر باهت بعد رمي الكرش بشكل متتالي وسطها لغرض التنظيف وتوفير المياه الشحيحة لتخرج ملوثة من الداخل والخارج ولا تعد صالحة لشيء الا الرمي في القمامة… يعج المكان بالرجال والنساء الفرادة وحتى العائلات والأطفال…إلى جانب تجار المخدرات الذين يتداولون بضاعتهم على عينك يا تاجر يخرجونها من حقائب صغيرة على اكتافهم ويعرضونها بكل هدؤء ليتم التفاوض على النوع والسعر وتنتهي المهمة
حضر كل هذا صبيحة العيد في الحي الإسلامي الا شعائر المسلمين و روح العيد والغاية منه … وغابت الدولة ورجال الأمن وشركة الخدمات العامة …