اخترنا ان نبدأ استطلاعنا بمقتطفات من رسالة اليوم العالمي للمسرح 2019 التي كتبها المخرج والدراماتوج الكوبي / كارلوس سيلدران التي وجهها لمسرحيي العالم و قال فيها : «قبل معرفتي بالمسرح والتعرف عليه، كان أساتذة المسرح اللذين هم أساتذتي موجودين هنا كانوا قد بنوا إقامتهم ومناهجهم الشعرية على بقايا حياتهم الشخصية ، الكثير منهم الآن غير معروفين أو لا يستحضرون كثيرا في الذاكرة ، كانوا يعملون في صمت وفي قاعات التدريبات المتواضعة داخل مسارح مزدحمة، بعد سنوات من العمل والانجازات الرائعة راحت أسماؤهم تتوارى تدريجيا ثم اختفوا.
وفي جزئية أخرى يقول: «موطن مسرحي …. هو لحظات اللقاء مع الجمهور القادم إلى قاعاتنا ليلة بعد ليلة من الأحياء المختلفة لمدينتي لكي يرافقنا و يتقاسم معنا بعض الساعات ، بعض الدقائق من هذه اللحظات المنفردة تتكون حياتي، عندما أكف من أن أكون أنا ……
بهذه الكلمات انعكست معاناة المسرح والمسرحيين في كل مكان من العالم والذي لم نكن نحن هنا في طرابلس أفضل حالا منهم …اندثرت مظاهر الاحتفال بهذا العرس العالمي وأصبح يوم 27 / 3 يمر على مسرحيي طرابلس كأي يوم عادي ، ومن هنا كان سؤالنا لبعض المسرحيين من عموم ليبيا وليس فقط من طرابلس.
« في اليوم العالمي للمسرح .. في طرابلس مسرحيون بلا مسرح .. لماذا ؟؟وإلى متى ؟؟ وماهو دوركم كمسرحيين معنيين في حلحلة هذه الأزمة..؟
البداية كانت مع الفنان صلاح الأحمر / مدير مكتب الثقافة بطرابلس
المسرح أوصدت أبوابه بالأقفال والسلاسل والحديث يطول عن المسرح وغيابه ، نأمل أن تكون هناك خطوات جادة لإحياء المسرح من جديد …
من جهته عبر أحمد إبراهيم حسن/ ممثل ومخرج مسرحي من المرج عن المشكلة الحقيقية كما شخصها
المشكلة الحقيقية التي يعانيها المسرحيون .. بل وكل القوى الناعمة الليبية هي الاهمال التام من قبل الحكومات المتعاقبة .. وعدم اشراكهم في وضع رؤى لليبيا الحديثة وأجزم أن هذا ما تعانيه هي نفسها من انعدام الرؤى السياسية الحقة التي من شأنها أن تسير بالبلد الى الأمام
ومع ذلك لم يتوقف المسرح الليبي وما زال النتاج الثقافي عامة يجاهد لإيصال صوته وان كان واهنا .. بلا امكانات ولا مقرات ولا مظلة تهيئ لهم مناخا للابداع .. ولكن ذلك أشبه بمحاولات فراشة تحفر بجناحها على كرة من البرونز .. ما لم تقم دولة مؤسسات حقيقية.
لا دور فاعل لنا في هذه المرحلة من فوضى السلاح والتشظي وتغليب المصالح الجهوية.. وكل جهد مبذول لايحدث أثر يضيع هباء ولن يسمع أي صوت مادامت قرقعة المدفعية تدوي عاليا وتصم الآذان .
.. ان الدولة مجموعة تروس مترابطة ينبغي أن تدور معا لتنتج حياة كريمة ..خيرة وجميلة …. حينها لن يكون عسيرا استرجاع مسارحنا ودور عرضنا ومؤسساتنا الثقافية.
.. أن اشراك مثقفينا الحقيقيين في رسم خارطة الطريق الذي سيخرجنا من هذه الظلمة هو ماسيدفع بعجلة التقدم المجتمعي الى الأمام .
أما الفنانة القديرة / سعاد خليل فقد احتارت في وصف هذه الحالة وعبرت عن حيرتها بقولها:
هذا سؤال ستكون إجابتي عنه ناقصة لأني لا أعرف حركة المسرح بطرابلس في الوقت الحالي، لكن أرجح أن الأعمال الدرامية للتلفزة ربما تكون أحد الأسباب وأنا دائما أكرر وأقول أن أكبر ند وعدو للمسرح هي الشاشة الفضية …
هذا ليس رأي فقط لأنها مشكلة عامة في أغلب الدول كلنا نعرف أن المسرح رواده ليسوا كثر عكس العمل الدرامي في المرئية فهو أكثر شهرة وأكثر إنتاتجا من الناحية المادية وهذه وجهة نظري ..
أنا عن نفسي عاشقة للمسرح ولا يمكن أن أضعه في موقع خيارات، وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح و إعادة افتتاح المسرح الشعبي في بنغازي بعد توقفه لمدة خمس سنوات وصيانة سنقدم عرضا مسرحيا مساء اليوم ..
المسرح تختلف نشاطاته من مدينة لأخرى نحن هنا لم نتوقف عن العروض والمشاركات العربية حتى في أصعب الحالات التي مرت على بنغازي و أتمنى من الزملاء الفنانين في كل ليبيا الحبيبة ألا يهملوا المسرح لأنه الحقيقة الانسانية وهو مرآة الشعوب الحقيقية .
أما الفنان القدير/ الأزهر السوكني لديه وجهة نظر مختلفة حول أزمة المسرح في طرابلس ..
بدءا من ضرورة إرجاع مقار الفرق الأهلية .. وعددها عشرة مقرات .. البداية من المسرح الجديد بشارع عمر المختار والوطنية بسينما النصر والقومية بشارع المعري.. وسوق الجمعة بسوق الجمعة ..والتضامن بحى الاكواخ .. والأنوار والجيل الصاعد .. وفرق الفنون الشعبية .. والمسرح الوطنى الطفل بسوق المشير .. التى تم اغتصابها وتحويلها إلى دكاكين لبيع الدخان والمعسل .. عند ارجاعها سيتم إنهاء الأزمة..
مقرات الفرق الأهلية..هي الأساس (ف اللمة) .. والحركة والأبداع..المسرح يريد الاستقرار .. هذا باختصار شديد وللغاية
عبدالعزيز أحمد هواد / ممثل مسرحي من سبها
كمسرحيين نسعى للخروج من هذا المأزق ، أعطني مسرحا أعطك شعبا هذا ما نشئنا عليه كمثقفين ونحن في يوم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح الذي من المفترض أن أكون فيه في مدينة بنغازي لمشاركة زملائي الاحتفال لكن الظروف حالت دون ذلك وبما أن السؤال يتمحور حول مسرحيي طرابلس للأسف وهذا رأي شخصي عندما انتهى الدعم من الدولة انتهت الحركة المسرحية بها مع أن المسرح لا يحتاج لدعم هائل كالذي يصوره ويتصوره بعضهم بدءا بالمقر إلى أخر المتطلبات بقدر حاجته إلى تكاثف الجهود لكي لا يستقيل أو يتقاعد هذا الأستاذ أو يغيب كما هو اليوم في عاصمتنا الحبيبة، مع العلم بوجود بعض المحاولات لبعض الفرق الشبابية لإحياء الحركة المسرحية في المدينة وعلى سبيل المثال لا الحصر فرقة ستارة التي التقينا بمشرفها في الفترة الماضية وكنت رفقة الأستاذ والمخرج أحمد إبراهيم حسن وتناقشنا في عديد المواضيع التي من شأنها عودة الحياة للمسرح في ليبيا بصفة عامة وطرابلس بصفة خاصة وذلك بالتعاون مع المفوضية العامة للكشاف وقدمنا تصورنا للسيد رمضان كريم لكن لم نلق الرد إلى هذه اللحظة ومن هذا المنبر أدعو المبدعين في مدينة طرابلس الذين اتجهوا مؤخرا إلى الدراما وهجروا الركح الذي هو الاساس للعودة إلى حضن الوطن وحضن الاستاذ الذي تتلمذنا على يديه و وجدنا أنفسنا فيه ولم لا يكون عملا مشتركا نلملم فيه جراحنا ونحفظ أنفسنا ونصون اعراضنا و نبرهن أننا أقوى من كل المحن ؟!
الفنانة خولة سليمان / طرابلس
المسرح استاد الشعوب وابو الفنون ..بلاد لا يوجود فيها مسرح تعتبر عديمة الثقافة لان ثقافة الشعوب منبعها المسرح.. وللاسف سبب تدهور الحركه المسرحيه في بلادنا او بالتحديد في العاصمه طرابلس اولا تقصير المسؤولون لايوجد اهتمام منهم بهدا المجال نهائيا .. طرابلس كانت تحتصن اكتر من 23 فرقة مسرحية اهلية كلا لديها مقر خاص بها منتشرة في العاصمة كانت تحتضن الشباب والمواهب الجديدة وكان هناك انتاج كبير لاعمال مسرحية ومشاركات في مهرجانات محليه ودوليه اما الان تم الاستيلاء علي هذه المقرات من قبل جهات حكومية ولا يوجد مقرات للفرق المسرحية مما جعل المهتمين بالمسرح يجلسون في المقاهي مكثفين الايدي لايستطيعون فعل شي في ظل غياب القانون اصبح الفنان والمهتم بهذا المجال في حالة ربكة لايستطيع ان يتقدم خطوة نظرا لتعرضة لعديد المضايقات في ظل غياب الدولة والقانون.