خسئتم و خاب مسعاكم
———-محمود السوكني————
شاهدت إعترافات بعض المرتدين عن الإسلام في تسجيل مرئي عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، و قرأت لزميلنا “عبد الحكيم معتوق” معلومة موجعة مفادها أن الأسر الليبية التي دخلت المسيحية و إرتدت عن الإسلام أكثر من 25 أسرة ليبية و الحبل على الجرار !
في المقابل فإن عدد المسلمين حول العالم يبلغ 2 مليار مسلم يحتكمون في نصف ثروة الكرة الأرضية و يشكلون 25 % من سكان العالم و تتوقع المراكز البحثية في أمريكا ان يصل العدد إلى 2.76 مليار مسلم مع حلول عام 2050.
و يقول المختصون في مركز ” بيو ” الأمريكي لابحاث التغيرات الديموغرافية في الأديان أن الإسلام سيكون أكثرهم إنتشاراً بحلول عام 2070 إذ تتسارع وتيرته بنسبة 73 % أسرع من وتيرة النمو السكاني الذي ينتشر بنسبة 37 % ، أضف إلى ذلك وإستناداً إلى دراسة أُعِدت من ذات المصدر فإن أمريكا وحدها تشهد إعتناق مائة ألف شخص للدين الإسلامي سنوياً .
هل أضيف؟ بريطانيا العظمى يحكمها مسلم و عاصمتها الضبابية يقودها عميد بلدية مسلم ، و اسكتلندا إختارت مسلماً رئيساً لوزرائها ، هذا عدا عن المناصب الهامة التي يتربع فوق سدتها مسلمون في وزارات و مجالس مختلفة في العديد من دول العالم .
كثيرة هي الشواهد التي تؤكد إنتشار الإسلام و رسوخه داخل المجتمعات التي نتغنى بتقدمها و نتغزل برقيها و نحسدها على تطورها و نعترف بتحكمها في مصير العالم ، و مع ذلك فها هو الدين الذي إصطفاه رب العالمين للناس قاطبة يغزو عقول سكان تلك الدول المتقدمة الذين يقيسون الأمور بمنتهى الدقة و يحللون المواضيع بعد دراستها.
و تمحيصها بالعلم الذي سادوا به العالم فيما يتنطع البعض منّا و ينهق بوقاحة معترفاً بإرتداده عن دين الإسلام لجهله و سوء تربيته معتقداً أن هذا الموقف القميئ سيلفت إنتباه الغرب لنجدته و الوقوف في صفه حماية لحقه في الإختلاف و كأنه ينسحب من جمعية خيرية أو فريق (كورة) لا إرتداد عن دين راسخ قويم يحدد علاقة العبد بخالقه ! هذا التافه و من هم على شاكلته لا يعلم انه بإرتداده عن الدين الإسلامي لا يضر الإسلام في شيء بل قد يفيده، فوجوده بين صفوف المسلمين و هو الضعيف المعتقد ، المشكوك في إيمانه قد يشكل خطراً على الإسلام أكثر من تبجحه بالخروج منه ، رغم أن الإسلام في الحالتين أقوى و اعمق رسوخاً من أن يسيء إليه مثل هذه الامعاءات .
هم قلة و لله الحمد و المنة ، و عددهم كما تفكيرهم محدود و تافه و عقيم ، و هم لا يشكلون ظاهرة تستوجب إعلان النفير ، غير أنهم حالة منفرة و صورة مقززة تشوه بلد المليون حافظ للذكر الحكيم ، البلد الذي صدّر الدين القويم لعديد الدول و بعث بدعاته و وعاظه ينشرون تعاليمه في كل مكان ، هذا البلد الذي أسس جمعية عالمية للدعوة إلى الدين الحنيف لا تضيره – قطعا – هذه الحفنة النتنة من الباحثين عن الشهرة ، المتعلقين بسراب الوهم .