قراية نقص
زكريا العنقودي
قبل اسبوعين من دخول الشهر الكريم أعاده الله على ليبيا واهلها بالخير والبركة .. قريت النقص بكري وذلك لأكثر من سبب منها خوفاً على الراتب الذي كنت لتوي قد قبضته و( كاش ) بين يدي أن يعلم به الاولاد فيضيع في صغائر الامور والتي تشكل 70 في المية من طلباتهم والتي لن اخوض في تفاصيلها وذلك لحقيقة أهرب منها ومن مواجهتها وهي أنني مقتنع أنني سوف أموت ولن افهم اهميتها .
والسبب الأهم هو تدارك الوقت ومبكراً فنقتني حاجة البيت بالوسع و براحتنا قبل إقتراب موعد الشهر والمقترن عادة بالزحام .
فقررت وحليمة أن نسارع بالتسوق باكراً مادام بين أيدينا متسع من الوقت .
توكلت على الله و بخجل وهذا قليل ما افعله ، استعرت من صديق كنفسي سيارة و اشرعت للتسوق أجنحتي .
أنطلقنا من شارع الجمهورية لطريق الشط والذي كان مسار رحلتنا الرئيسي متجهين من خلاله لسوق الساحل ، كان الراديو على إذاعة محلية يبث من خلال موجاته أغنية (يا بيت العيلة ياعالي يا مظلل بالحب ) للراحل (محمود الشريف ) . غنيت مع الراحل و صفقت زوجتي وعند إشارة المرور التي تقود لطريق نادي الترسانة حيث مبنى السوق في بدايته انعطفنا يميناً.
هناك اكتشفت أنني لست الوحيد الذي يجيد قراية النقص في هذه البلاد ..فقد كان الجميع هناك بل كانت ليبيا كلها كانت هناك ، وكنت أقف في اخر الصف أهز رأسي كجرس في كنيسة.
أقفلت المذياع ووليت على تالياتي ذليلاً مقهوراً لأنني اكتشفت أنني الناقص الوحيد في هذه المدينة وحاسب روحي
طز حكمة
ولد بلاد .