عدد سكان الهند بدون قطر يساوي مليار وربع المليار نسمة، وعدد سكان الهند زائد عدد سكان قطر ثلاثة مرات يساوي أيضا مليار وربع المليار.
يعني قطر بالنسبة للهند من الناحية السكانية لا تشكل أي رقم، ومع ذلك احرزت كأس أسيا لكرة القدم، أما الهند فقد تصل المريخ، ولكنها لن تصل إلى نهائيات هذه البطولة.
كيف لبلد لا يتجاوز عدد سكانه الاصليين نصف مليون، ينتزع بطولة كروية من دول يتجاوز عدد سكانها نصف الكرة الأرضية؟
السؤال بالتأكيد ليس محيرا أمام حقيقة أن الفريق القطري يتشكل من قارات العالم الخمسة، وما فعلته قطر في نهائيات كأس اسيا، كانت قد فعلته فرنسا في نهائيات كأس العالم.
فلو لا المواطنين من غير أصول وطنية لما فازت فرنسا بكأس العالم، ولما وصلت قطر حتى اعتاب تصفيات كأس أسيا.
موضوع المواطن ذات الجودة العالية، ليس وقفا على كرة القدم، أو رياضة الجمباز، أو السباحة الحرة.
فالموهبة وطن، والكفاءة وطن، والمهارة وطن، فالمواطنة ليست دائما بحكم الوراثة، فهناك مواطنين، بحكم الموهبة، وبحكم العطاء.
فماذا يعني أن يكون جدك جدك إلى ما بعد المئة من هذا الوطن، وانت موظف فاشل، أو معلم ضعيف الكفاءة، أو تاجر غير أمين؟
الجزائري، والمصري، والسوداني، والبرازيلي، الذين لعبوا بقميص قطر هم قطريين بالتبني، بحكم منطق الجودة البشرية، والليبي الذي يسرق اسلاك الكهرباء، أو يقطع امدادات النفط، هو ليس ليبياً بمنطق الجودة البشرية نفسه.
ورب ليبيين لم تلدهم ليبيا، ورب أعداء لليبيا ارضعتهم حليبها كله.
فالوطنية ليس بشجرة العائلة، بل بشجرة العطاء، وأن تشتري مواطنين للوطن، أفضل من موطنين يبيعونه.
قطر بالتأكيد ليست المثل الذي يحتذى، وكرة القدم ليست الصناعة المهمة، ولكن هناك منطق المواطن الصالح وغير الصالح يفرض نفسه.
الوسوممقالة
شاهد أيضاً
نَحْنُ شُطَّارٌ فِي اخْتِلَاقِ الأعْذَارِ
باختصار د.علي عاشور قبل أيام قليلة نجحنا نحن الليبيون في ما يزيد عن خمسين بلدية …