عجائز، وأطفال، وشيوخ، وفريق لكرة القدم المصغرة عائدون بكأس، وآخرين جمعتهم ليلة لا تتمناها لعدو في معبر رأس جدير.
ليلة كاملة، لا قنينة ماء، ولا حمامات، ولا شيء إلا البرد، وبدل أن يسمع المواطن الليبي وهو عائد إلى الوطن (قدوم مبارك)، يسمع وصلة من (التهزيب)، والعنف اللفظي، والتهديد بالمقنعين.
السبب هو توقف منظومة الجوازات، يعني وكأن الليبيين (ناقصين) بهدلة، و(مرمطة)، ليمارس عليهم بعض عناصر الأمن في المنفذ كل عقدهم النفسية.
أكثر من نصف المسافرين مرضى ونصفهم لم يستكملوا علاجهم، وهناك من وصل رأس جدير كمحطة رابعة بعد رحلة سفر لأكثر من ثلاثة أيام.
(طيب) لماذا لا تتعطل منظومة الجوازات في الجانب التونسي حتى نصف ساعة؟ وما الفرق بين حجز حرية المواطنين في معتقل أو حجزهم عند بوابة حدودية، وفي ظروف أكثر من سيئة؟
لماذا لم تتكرم مصلحة الجوزات، أو وزارة الداخلية ببيان اعتذار للمواطنين بسبب ما تعرضوا له؟
وما هي العقوبة التي تم تسليطها على المسؤولين في الجوزات، أو في المنفذ على خلفية ما لحق بموطنين ليبيين من أذى، ومذلة؟
ولماذا لا يتم استقدام أجنبي لإدارة هذه البوابة سيئة السمعة، ما دمنا غير قادرين على تسييرها، أو اغلاقها على الأقل لتخفيف طوابير البنزين، والمازوت في المنطقة الغربية؟
حقوق الإنسان ليست إدارة وموظفين، وليست برستيج لوزارة الداخلية، هي سلوك يمارس على الارض، في الشارع، والمدرسة، وفي سوق الخضار، وفي ملعب الكرة، وفي بوابة رأس جدير.
نريد على الأقل رائحة دولة تحترم مواطنيها.