منصة الصباح

بين مطار معيتيقة وسجن معيتيقة

أكثر من ثلاثة ملايين دينار تذهب كل يوم في جيوب مهربي المحروقات، وآخرين من دونهم.
ثلاثة ملايين كل يوم يعني كم يبني لنا هذا المبلغ مدرسة في كل شهر، لإنهاء تكدس الطلاب في الفصول المدرسية، وحتى في التريلات؟
وثلاثة ملايين في اليوم كم يرمم لنا من طرق متهالكة، وجسورا صارت آيلة للسقوط، وكم يساهم في إعادة تأهيل البنية التحتية.
نعم عائدات تهريب أقل من ثلاثة أيام فقط تكفي لطباعة انتاج الكتاب الليبيين لمدة خمسة أعوام، زائد مخطوطاتهم التي يأكلها التراب في وزارة الثقافة سايقا.
المئات من محطات التزود بالوقود، هي في الحقيقة محطات لتهريب الوقود، فلا يحتاج هؤلاء إلا دفع فقط ثلاثين ألف دينار للحصول على ترخيص محطة حتى في صحراء النقب، والرشوة محددة على وزن السعر محدد.
والمواطن الليبي لا من أمواله، ولا من راحة باله، معاناة كل يوم من أجل جالون بنزين قد يدفع ثمنه عشرين ومع ذلك يكون مغشوشا أحيانا.
شركات كان ينبغي أن تتنافس على الارتقاء بجودة الخدمة، تحولت إلى واجهة لمافيا تهريب مقدرات الليبيين.
ولكن هؤلاء اللصوص الذين يعرفون مطار معيتيقة صار عليهم أن يعرفوا سجن معيتيقة.
أموال الليبيين ليست تركة مجهولة الصاحب.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …