منصة الصباح

«بار وومن»

فتحية الجديدي

ليست دعاية أكثر منها انبهاراَ بما تفعله هذه السيدة التي كسرت القاعدة وتجاوزت العقد المجتمعية المقيتة وجعلت وجهها بالصفوف الأولى لتقدم وجبات إفطار كل صباح من التاسعة إلى التاسعة مساء وما أطيب قهوة المساء.
اكتنزت منطقة النوفليين بمشاركة أنثوية بمقهى أبتعد عن ذكر اسمه من منطلق مهني لا أكثر، وكي لا أقع في فخ الترويج له ، وأكتفي بالقول إنها فعلت ما لم تستطع أن تفعله أخرى، عندما كتبت لها في أحد التعليقات بأننا نفتخر بك كسيدة تضع لمساتها في إعداد قهوة الصباح بمقهى عمومي الذي كان صنعها حكرًا على الرجال مع تمنياتي لها بالتوفيق.
«الشيف» منيرة ليست طاهية بالمفهوم الذكوري ولا طباخة بالتصنيفات المتخلفة ، بل هي صانعة للبهجة والفرح بمكان يزوره ويتردد عليه المتذوقون للبن .. سيدة افتخرت بما تعده وتقدمه من شراب ساخن لمرتادي المكان بلا فواصل الجنس وتجاذبات العقل والمنطق.
فالمرأة تستطيع أن تقود مؤسسة وأن تزرع الفرح في القلوب وأن تسعد الناس بشرب القهوة في مدينة تحتفي بنسائها ولا تجعل من الخطوة إلا نقلة في حقل العمل و»البزنس» تتوق إليه الأخريات.
كم حسدنا منيرة وتمنينا أن نكون مكان آمال الزرقاني وفي براعة منال وفاطمة وغيرهن ولكننا نجسد من خلالها صورًا لهؤلاء النسوة ونخط بأقلامنا ما يضعهن وكثيرات مثلهن على خارطة التفوق والمرأة المتطلعة والقادرة أن تصنع من حبات البن عالما للمذاق بكل تفاصيله ، ليس تغزلًا بقدر ما هو احتفاء بهذه السيدة الجميلة التي رسمت بابتسامتها خط عبور نحو الآخر الرافض والمعقد بأنها يمكن أن تكون سيدة عاملة وأن تعطي انطباعًا بزيِّها الذي ترتديه وقفازاتها بأنها تفتخر بما تعطيه في دائرتها التي لم تتجرد منها فهي أنثى بمعايير الكفاءة .

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …