مع قهوة الصباح:
———-
د . المهدي الخماس
نشتكي كثيرا من غياب الإنتاج البحثي في ليبيا. (طبعا) البحث الطبي ليس استثناء. الدعم والألية والتمويل والكثير من المطبات تقف في الطريق. قصتنا مع البحوث الطبية عميقة بعض الشيء ولدينا نقص في مفهومها أساسا. لازلنا نحكي على بحوث طبية في الجراحة وفي الباطنه وغيرها من التخصصات. والبحوث الطبية دخلت عمق الخلية والنشاط الكيميائي بداخلها. ولازلنا نتناقش فيما تعني الماجستير والدكتوراة ومن يشرف ومن يمتحن وكيف ندخلها في تعليمنا الطبي. أحيانا المحاولة الغلط أكثر ضررا من التريث والتأخر والبدء على أسس سليمة.
كنت في نقاش مع أحد الأساتذة الأفاضل وأخبرني أنه صادف صعوبة في إتقان مبادئ البحث الطبي أكبر من صعوبة إتقان مهنة الجراحة. نعم كلام صحيح ويجب أن ننظر له بعين الأهمية. الأهمية تستدعي خطوات عملية. تستدعي دعم الهيئة الليبية بالعدد الكافي من أصحاب الخبرات البحثية في المجالات المختلفة وبالدعم المادي الكافي.
الهيئة لديها الكثير من المراكز البحثية والتي تحتاج نوع من الإستقلالية والكثير من الدعم لتقوم بمهامها كخط أول في إجراء الأبحاث الدقيقة. في مجال الصحة تستدعي إضافة البحث الطبي وتعليمية في المراحل المختلفة من التعليم الطبي.
الدعم المادي والشفافية في إعطاء المكافئات للأبحاث، والمتقدمين للحصول عليها، سيكون له دور كبير في إثراء البحث العلمي والطبي في ليبيا. حتى لو وجد سوء استعمال في البداية فلابأس ولايأس. المجال نوعا ما جديد علينا، وقد نحتاج لخبرات من دول متقدمة تساعدنا في التقنين وتطوير المعامل والبدء في بعض البحوث الدقيقة.
الباحث لديه سؤال ويجري التجارب في المعمل على الخلايا ومكوناتها ووظائف هذه المكونات ولايهم ماهو تخصصه الطبي ان كان جراحة او أطفال وغيره. البحث والحصول على الماجستير والدكتوراة مسارات تساعدنا في توسيع المدارك والإجابة عن أسئلة والحصول على أسئلة جديدة ومحاولة الإجابة عليها. الحصول على الماجستير هو بداية الطريق وجسر العبور للدكتوراة في أغلب الأحيان.
في دراسة سابقة في 2007 عن البحوث الطبية المنشورة اتضح لنا بكل سهولة أن تونس الشقيقة متقدمة علينا كثيرا بعدد البحوث الطبية المنشورة. عند دخولنا عصر البحث العلمي والصرف عليه بسخاء ستتضح لنا قيمته في تطوير مفاهيمنا وفي مستوى الخدمات المقدمة خلال سنوات بسيطة. في المجال الطبي سنكتشف أن طريقنا الوحيد للتطوير هو الاعتراف بأخطائنا وبنواقصنا وتشخيص زوايا الضعف عن طريق البحث والتطوير. مثل ماأشار زميلي.
البحوث الطبية هو ماأخرجنا من أزمة الكورونا وغيرها. لنا لقاء أخر مع البحث العلمي والشهادات العالية.