لم أكن أعلم إلا منذ بضعة أيام فقط، بأن المغنية “إليسيا”، والمغنية “نانسي عجرم، اثنتان، ولا ادري كيف كنت أتصور أنهما واحدة، وأنسب إليهما أغنية “شخبط شخبيط” والتي تليق أيضا بهذا الخلط.
هذه ليست المرة الأولى التي أتورط فيها بحالة التباس، فقد وصلتني ذات أمسية دعوة بشأن حضور حفل غنائي يحيه “جورج وسوف”.
سألت صاحب الدعوة: “وهل سيغنيا معا”؟
ـ “من هما”؟ سألني الصديق مندهشا.
كنت أتصور أن “جورج” مغني، و”سوف” أخر.
قبل ذلك كنت قد تعرضت إلى موقف مشابه، عندما كنت استمع إلى أغنية برفقة صديق خلال مشوار بسيارته، وسألته عن المغنية التي نستمع إليها، فسيطرت عليه نوبة من الضحك، وهو يقول: هذا فنان رجل أسمه “نبيل شعيل”.
أما الموقف المحرج فقد حدث لي خلال حفل غنائي لوردة الجزائرية على مسرح صبراته الأثري، وبعد جلسة صغيرة مع الفنانة قبل خروجها للمسرح، بقيت اتجاذب اطراف الحديث مع شخص كان برفقتها.
قلت كلاما نصفه مجاملة، عن فن وردة، وذائقتها في انتقاء الكلمات، ولكن لا أدري كيف وضعت نفسي في ورطة السؤال عن أسمه.
وقف الرجل على نحو مفاجئ في فزع، وأخذ يسأل بغضب، كيف لا أعرف محمد فؤاد حسن مدير الفرقة الماسية.
الحقيقة أنا اعرف على الأقل الاسم، ولكن لا اعرف أن صاحبه هو من يجلس أمامي.
بالتأكيد كنت أعرف “ورد الجزائرية”، و”فيروز”، واهتم بأغاني “محمد عبدة” لانتقائيته المتميز في كلمات أغانيه، وبالقطع أيضا “أم كلثوم”، و”نجاة الصغيرة”، و”عبدالحليم حافظ”.
ولكن أنا ممن تربت أذانهم على شيخ أمام، وتلك القشعريرة التي تعترينا، ونحن نسمع: “جفارة مات”، أو “مرسيل خليفة” وهو يغني: “أحن إلى قهوة أمي .. ولمسة امي”.
تربت حاسة سمعنا، على كلمات “يا أحمد العربي”، و”أنا يا رفاقي من الجنوبي”، وتربينا على أسماء مثل “عدلي فخري” وأحمد كعبور” و”اميمة خلف” و”خالد الهبر” وفرقة “أصحاب الكلمة” و”الطريق” و”ناس الغيوان” و”الميادين”.
كانت طفولة بيولوجية، وسياسية، فيها الكثير من البراءة، وحتى السذاجة، ولكنها جميلة.
الوسومعبدالرزاق الداهش
شاهد أيضاً
كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي
خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …