منصة الصباح

مع ارتفاع معدلاته بشكل مخيف.. هل مرجع الطلاق لأسباب اجتماعية نفسية أم اقتصادية ؟

رصد / الصباح الاجتماعي

يعكس الرقم المهول لقضايا الطلاق في جنبات المحاكم والمكاتب المختصة واقعًا مخيفًا، ينذر بتفسخ أخلاقي حسب مسؤولين، لاسيما وأن مقابل ذلك انخفاضًا واضحًا في الإقبال على الزواج.

وما يزيد المخاوف أن نهاية العديد من الزيجات وفتح باب طلاقها جاء بسبب أسباب عدها الباحثون في هذا المجال بـ «التافهة والبسيطة».

وقد ضاق بالأمر ذرعًا كثيرون، منهم المحامون الموكلون بقضايا الطلاق، رغم أنها بعددها الكبير تمثل مكسبًا ماديًا لهم، كما عبر بعض المستشارين عن استيائهم لعدم استمرار علاقات الزواج بسبب وجود مشاكل وعدم الاستقرار في العلاقة الزوجية، ومآلات ذلك على البناء الأسري، ودلالته على التفكير الخاطئ في مفهوم الزواج الذي تحول إلى صفقة عند البعض لدى البعض: عن الأسباب والمبررات والآثار المترتبة – قانونياً واجتماعيًا – عن الطلاق فتح الصباح الاجتماعي هذا الملف المهم وناقش أبعاده مع عدد من المختصين طارحاً تساؤلاً محدداً عن السبب الرئيس للطلاق .. أهو اقتصادي  اجتماعي أم نفسي ؟

الأستاذة إيمان سالم – فنانة تشكيلية :

عن تجربة أختي التي طلقت بعد شهر من زواجها، والذي كان تقليديًا دون أن تتعرف عليه وكانت فترة الخطوبة أسبوعين تقريبًا ..يعني (زواج ع السريع) . وهذه غلطة أضحت مسببًا رئيسًا للطلاق.

أما السبب الثاني، فصدمتها في طبعه، فمن أول أسبوع بادرها بالإهانات (وتعنتير ..وتكشيخ) .. وصلت إلى مقاطعته لكلامها، فقالت :

«هذا هكي من الأول، أمالا كيف بنعيش باقي حياتي معاه»، وأضافت : « ممكن حتى يمد يده عليا.. وأختي من النوع الهادىء وأصغر وحده فينا .. وجدًا حساسة».

فطلبت الطلاق على الفور، وتنازلت عن كل شئ، برغم من مرورها بحاله نفسية سيئة بسبب وفاة اختي الوسطي رحمها الله، ولم يقدر «زوجها» حالتها أبدًا، فكان أن تقدمت بطلب الطلاق عن طريق المحكمة، عبر إجراء الخلع.

وهنا ألخص رأيي الشخصي بأن سبب طلاق أختي يكمن في التسرع في اتخاذ قرار الزواج، وعدم اختيار الشخص المناسب من البداية.

أما تأثير الطلاق علي الأسرة فبيّن، خاصة إن كان للمطلقة أبناء سوف يتأثرون كثيرًا، وتظهر العديد من المشاكل والسلبيات، مثل انحرافهم عن السلوك القويم وفشلهم في الدراسة «غالبًا».

د. آمال الهنقاري – ناشطة حقوقية :

تفاقمت ظاهرة الطلاق في الآونة الأخيرة بشكل ملفت، وهذا مرده لعدة أسباب من وجهة نظري، منها الإقدام على الزواج دون وعي بمسؤوليات تكوين أسرة ودون الاستعداد النفسي والاجتماعي له

وكذلك الضغط النفسي الذي بات يعيش فيه الشباب في بلادنا نتيجة المتغيرات السياسية والتي أثرت وطالت البيوت وساهمت في اضطراب العلاقات الأسرية.

كما أن تعدد وتغير تكاليف ومطالب الحياة مما يجعل المتزوجين يصلون إلى طريق مسدود ويتخلى كل منهما عن مسؤولياته والتزاماته، إضافة للزواج المبكر الذي بدأ يلوح في الأفق وتداعياته

ويبرز أيضاً عدم الاختيار السليم للشريك والاهتمام بشكل أكثر بمظاهر الفرح وتجهيز العروس بشكل مسبق على توجيهها إلى ضرورة الاهتمام بالحياة المستقبلية وزيادة الوعي القانوني لدى النساء مما يجعلها سريعًا ما تلجأ للمحكمة لإتمام الطلاق والمطالبة بحقوقها، كعوامل أخرى تزيد من فداحة المشكلة.

أما أهم تأثير للطلاق على المجتمع فيقع على الأطفال في حالة وجودهم ويتمثل في اضطرابات نفسية تطالهم، وأحيانًا عنف جسدي ولفظي.

كما أن الطلاق يؤثر في طبيعة العلاقات الاجتماعية ويجعل المجتمع مفرغًا من ترابطه ويسبب في مشاكل أخرى كازدياد العنف والجريمة وأحيانًا الانحراف.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …