كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن مجلس الأمن القومي الأمريكي، أمر أمس الجمعة، بإطلاق سراح رجل ليبي ظل محتجزًا في معتقل جوانتانامو لمدة 20 عامًا، وسيتم نقله إذا تم العثور على بلد مستعد لاستقباله.
تأتي هذه الخطوة وفق ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز الأمريكية ضمن جهود الإدارة الأمريكية، لتقليل عدد المعتقلين في القاعدة البحرية الأمريكية في كوبا.
وأشارت الصحيفة أن القرار الصادر في قضية “إسماعيل علي فرج علي البكوش”، 54 عامًا، بأن الدبلوماسيين الأمريكيين يسعون الآن للتوصل إلى اتفاقيات أمنية لنقل 22 رجلاً من أصل 36 محتجزًا حاليًا كأسرى حرب في معتقل “جوانتنامو”.
وأوضحت “نيويورك تايمز” في تقريرها، أن البكوش هو آخر من يُسمَّى بسجين ذي قيمة منخفضة يُحتجز كمعتقل إلى أجل غير مسمى في الحرب على الإرهاب التي بدأت ردًا على هجمات 11 سبتمبر 2001.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه في إشارة واضحة إلى عدم الاستقرار في ليبيا، أوصى مجلس المراجعة الدورية – وهو مجموعة مشتركة بين الوكالات تضم ممثلين من البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية والوكالات الوزارية المختلفة – بنقل السجين الليبي إلى دولة ثالثة “تتمتع بقدرات إعادة تأهيل قوية”، ودعم الاندماج، والاستعداد لمراقبة أنشطته وتقييد سفره.
وكان البكوش في لاهور بباكستان في مايو 2002، حين تم اعتقاله ونقله إلى معتقل خليج جوانتانامو بعد ثلاثة أشهر. ووصف في تقرير استخباراتي أمريكي صدر في يناير بأنه خبير متفجرات، وربما قدم دعماً عمليًا لشخصيات رئيسية في القاعدة.
واحتجز البكوش في غوانتنامو باعتباره عضو في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة التابعة للقاعدة، والتي صنفتها وزارة الخارجية الأمريكية كمنظمة إرهابية من 2004 وحتى العام 2015.
وكانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قد ابقت ثلاثة من سجناء غوانتنامو، باعتبارهم معتقلين ذوي قيمة عالية، يُعتبرون حاليًا معتقلين إلى أجل غير مسمى، ويُعتبر الإفراج عنهم خطرًا للغاية، ولكنهم محتجزون دون تهم جنائية. وُجهت اتهامات إلى 11 آخرين بارتكاب جرائم حرب، ولا تزال معظم قضاياهم قيد الإجراءات السابقة للمحاكمة.
وتابعت الصحيفة في تقريرها أن من بين السجناء الـ 22 في “جوانتنامو” المؤهلين للنقل، 21 رجلاً تمت الموافقة على نقلهم بضمانات أمنية إلى وطنهم أو إلى دول أخرى، تم تبرئة بعضهم منذ العام الأول لإدارة أوباما.
وواصلت الصحيفة قائلة:” أن المعتقل( 22 ) هو ماجد خان، وهو باكستاني قد أنهى في الأول من مارس الماضي عقوبة ارتكاب جرائم حرب، لخدمته كساعي لتنظيم القاعدة، ولكن لا يمكن إعادته إلى الوطن لأنه أصبح شاهداً للولايات المتحدة ضد سجناء آخرين.
وأشارت الصحيفة ضمن تقريرها أن إدارة “بايدن” عيّنت مؤخرًا دبلوماسية محترفة سابقة، تدعى تينا كايدانو، في دور الإشراف على مفاوضات النقل، وتحمل صفة الممثل الخاص لشؤون “جوانتنامو” وعملت سابقًا كمستشارة في مكتب البرامج البحرية الدولية.
وأوضحت أن معتقل غوانتانامو في الأشهر الأخيرة يدار من قبل إيان سي موس، وهو رئيس سابق للموظفين في مكتب أوباما، والذي تفاوض على عمليات نقل المعتقلين من السجن بدلاً من ذلك.