منصة الصباح

جلادون وضحايا

بلا ضفاف

عبد الرزاق الداهش

الطلاب ليسوا جلادين، إنما ضحايا.
والمشكلة ليست في امتحانات نراها تعجيزية، بل في منظومة نتصور أنها عاجزة.
أما الامتحانات فهي مثل اختبار عبور النهر، ولكن نحن نريده بدون نهر، لكي نقول قد عبرنا.
الحقيقة أننا لا نريد امتحانات نريد شهادة بختم المركز الوطني للامتحانات، ولكن على طريقة الزوج المحلل.
مايهمنا هو نجاح بتفوق، وحفلة العاب نارية، ووليمة من التهاني، والنفاق الاجتماعي.
الحقيقة إننا نظلم أجيالا بتعليم غير متوفر، وامتحانات غير حقيقية، ووظائف وهمية، بغطاء عائدات النفط.
نعم فمنذ نحو خمسين سنة تكونت لدينا ثقافة الحق في التعيين، وصار العنوان: وظيفة لكل خريج.
وتبعا لذلك صارت الدولة هي سوق عمل بدل ان تقوم بواجبها في توفير فرص العمل،
وكيفنا سوق العمل هذا وفقا لمخرجات التعليم، بدل ان نكيف المخرجات حسب متطلبات السوق.
وكانت النتيجة كارثية بالنسبة للتعليم، فالمهم الشهادة، أو المهم الوظيفة، أو المهم مرتبا عاليا.
انتشر الغش حتى صار هو الأخر حق من حقوق الطالب، ويساعدهم الجميع بما في ذلك المربي الفاضل.
والسؤال اين سيذهب ازيد من المليونين ونصف المليون موظف، لو انتهى النفط أو حتى صار تحت خط 40 دولار؟
مستقبل صعب، وسؤال: (بأي ذنب)؟ عندما يجد اجيال انفسهم وقد حاصرتهم الحقيقة الصعبة؟

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …