هوامش
زكريا العنقودي
لازلت اتذكر ذاك الرجل وهو يجوب شارعنا صباحا ومن النادر ان يخرج اليه احدهم أو إحداهن ليبتاع من بعضهم بقرشين بعض الاشياء القديمة.. ذاك الرجل هو من يردد
( اللي عنده حاجة قديمة اللي عنده نحاس) .
كان لا يطرق حتى الابواب فقد كان ذاك زمناً للبيوت فيه حرمات لذلك كان يصيح بأعلى صوته
(اللي عنده نحاس قديم )
وكان يشدّ على كلمة (نحاس ) و(بقرشين) يأخد ما يوجد منه .
مرت عقود وتبدلت الاحوال وها نحن نعيش في زمن تُقتحم فيه البيوت وتُسرق فيه المساجد بل و يُقتل فيه حتى الرجال لاجل ذاك النحاس.
صرنا بزمن تقفل على القليل منه الخزائن وغرف النوم بل ويطمر بالحفر ويقفل عليه بالخرسانة المسلحة.
(ياشينك وقت نعيشوا فيه تخيل واحد في غرفة نومه و راقد بعين وحدة زي الذيب .
لا وعلاش ؟
لانه مسكّر دولابه على …مهراس )
كتب هذا وانا اتذكر حديث جدي عن زمن كانت لا تقفل به المحلات بسوق الصاغة وقت الصلاة فقد كان يكتفى البائع بوضع عصاة على باب رزقه او جريدة من نخيل .
كنت صغيراً حينها وكان جدي يحكي لي عن زمن كان فيه في البلاد رجال اسمهم الليبيين .. اما ما صغته الان وبعد رحيل جدي وبعقود وانا اربي له حفيدين فهو عن بلاد ( حاشا صُلاحها ) لربما يقطنها ويقيم فيها قوما اخرين حتما ليسوا بليبيين .
….أكرر (حاشا صُلاحها).