منصة الصباح

غطاء الفساد الاجتماعي

بلا ضفاف

عبد الرزاق الداهش

كلنا نتكلم عن الفساد، ولا نترك ليل ولا نهار ونحن نلعن جد جده.
وكلنا نحمل نفس الصورة الذهنية، أو النمطية، فكل مسؤول فاسد، وكل رجل أعمال غاطس في الفساد.
وكلنا نعرف الكثير من جماعة الاعتمادات، ومن اصحاب العمارات، وحتى تجار الحشيش، والترامدول.
ولكوننا ضد الفساد، فهل بذلنا أي مجهود في الحرب غير القائمة على الفساد؟
أقصد من منّا صد شخصا تقدم لخطبة أحد بناته، أو اخواته، لأنه مهرب وقود، أو حتى آثار، وقال له: (الله بيننا وبين الحرام)!
من منّا امتنع عن مصافحة شخص متورط في كسب غير مشروع، ومكشوف.
نعرف أنه تاجر مخدرات، ومع ذلك نتوجه إليه كي يتبرع لنا من (ماله)، بين قوسين، لبناء سور مقبرة وحتى توسعة مسجد.
صحيح لدينا مؤسسات ضبطية معنية بمراقبة إدارة المال العام، والاداء الوظيفي، ومكافحة الفساد، ولكن الأهم يجب أن تكون ان البيئة الطاردة للفساد.
أما “الرجل خدم على روحه”، و”الحاج فتح عليه ربي”، وباقي قاموس النفاق الاجتماعي كله بيئة قابلة وحتى محفزة للفساد.
في ليبيا ربما الحسد، والحسد فقط هو افضل هيئة مكافحة فساد.
والجميل في هذه الهيئة انها بدون ملاك وظيفي، ومرتبات حتى.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …